أوضح خبير الجيولوجيا المصري عباس شراقي، مسألة تدرسها السلطات الإسبانية تتركز في تفجير بركان لابالما بعد مرور 56 يوما على نشاطه، وهل سيؤدي ذلك إلى إخماده ووقف الدمار الذي يخلفه.

 
وقال الدكتور عباس شراقي، في حديث لـRT: "بعد مرور 56 يوما على نشاط بركان لابالما تدرس السلطات الأسبانية تفجيره لإخماد ثورانه فى محاولة لوقف الدمار والرعب الذى يعيشه السكان هناك، وذلك بقصفه جوا أو وضع كمية من الديناميت من حوله وتفجيره لتدمير القنوات الانبوبية الناقلة للحمم البركانية".
 
وأضاف الخبير: "جزيرة لابالما هي إحدى جزر الكناري الثمانية البركانية، وتكونت من نشاط بركاني منذ 1.8 مليون سنة، وانبثقت منه عشرات البراكين ومئات الفوهات والممرات البركانية، وتخرج الانبعاثات الغازية والحمم البركانية حاليا من خلال مجموعة من الفوهات التى تزداد عددا بمرور الوقت".
وأوضح: أن "تفجير البركان قد يزيد من نشاطه ويجعله أكثر ثورانا (كالأسد الجريح) لأن الماغما على أعماق كبيرة في حالة غليان وتريد أن تخرج إلى السطح وتمنعها الصخور البركانية القديمة المتصلبة، وفي حالة تفجير منطقة البركان قد تنشأ تشققات جديدة تنطلق منها ماغما جديدة، أو تزداد القنوات الحالية ويزداد اتصالها ببعضها، وقد يتغير اتجاه الحمم البركانية نحو أماكن جديدة تزيد من الخسائر".
 
وأشار الخبير إلى أنه "رغم الأضرار الواقعة الآن من بركان لابالما إلا أنه جزء من منظومة بيئية طبيعية على سطح الأرض نعلم جزء منها ولا نعلم الكثير عنها، فخروج الماغما يأتي بمعادن جديدة إلى سطح الأرض، ويجدد التربة الزراعية، وخروج الغازات وبخار الماء يساهم فى الاتزان البيئي في الغلاف الجوي حيث يزيد ثاني أكسيد الكربون من درجة الحرارة، في حين خروج ثاني أكسيد الكبريت يساعد على انخفاضها".
 
وقال شراقي: "النشاط البركاني الحالي أصبح مزارا سياحيا كبيرا لمن يريد أن يشاهد ويتأمل في نشاط بركاني ويسمع صوت ويشاهد تدفق القذائف والأتربة البركانية في الهواء، التي يصل ارتفاعها أحيانا إلى أكثر من 10 كم، ورؤية أنهار نارية تجري على سطح الأرض لمسافة 6 كم، وشلالات من الحمم البركانية تتساقط فى مياه المحيط محدثة أصواتا وتفاعلات كبيرة مع المياه، وتكوين دلتاوات بركانية جديدة تكون أخصب تربة زراعية فيما بعد، ورؤية "البحر المسجور" فى شواهد تظهر عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى".