صعّدت الحكومة الإثيوبية من هجومها الكلامي على جبهة تحرير تيغراي، متهمة إياها بسرقة مئات الشاحنات المخصصة للمساعدة، في وقت وصول مبعوثان أحدهما أميركي والثاني إفريقي إلى أديس أبابا في محاولة لوقف إطلاق النار في البلاد.

وطالبت الخارجية الإثيوبية الجبهة الشعبية لتحرير تيغري بإعادة أكثر من 860 شاحنة مساعدات قالت إن الأخيرة أعادت استخدامها لأغراض عسكرية.

وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية الإثيوبية، السفير رضوان حسين، خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الشؤون الإفريقية والخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، فيكي فورد، إن العديد من جهود السلام التي بذلتها الحكومة لم تنجح بسبب الموقف العدائي للجبهة.

وأضاف أن توسيع الجبهة لرقعة الصراع في منطقتي أمهرة وعفر، زاد من عدد النازحين داخليًا بشكل كبير.

تحركات دولية
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبية دمقي مكونن إن 369 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية توجهت إلى إقليم تيغراي.

وجاء حديث مكونن خلال لقائه مع المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان في أديس أبابا.

وقال المسؤول الإثيوبي إنه تم السماح للرحلات الإنسانية للوصول إلى منطقتي كومبولتشا ولاليات.

وكان فيلتمان والمبعوث الإفريقي الخاصة لمنطقة القرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانغو قد وصلا إلى أديس أبابا، الخميس.

ويريد المبعوثان من الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي المتمردة وقف غير مشروط لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق شمال إثيوبيا المتضررة من الحرب.

ومن المتوقع حسب مكتب الاتصال الحكومي أن يلتقي المبعوث الإفريقي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لمناقشة القضايا المتعلقة بالسلام والصراع مع جبهة تحريري تيغراي.

 أوضاع مأساوية
ويعتقد أن نحو 400 ألف من سكان إقليم تيغراي الشمالي يعيشون في ظروف مجاعة ولم يصلهم سوى القليل جدا من المساعدات على مدى شهور.

ورُصد انتشار الجوع على نطاق واسع كذلك في إقليمي أمهرة وعفر.

واندلع القتال قبل عام بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا، وبين الحكومة الاتحادية.

وتتهم الجبهة الحكومة بمحاولة ممارسة مركزية السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، وتتهم الحكومة الجبهة بالسعي لاستعادة هيمنتها على البلاد.

ورغم أن القوات الحكومية حققت تقدما في بداية النزاع، إلا أن الأمور انقلبت لصالح مسلحي جبهة تحرير تيغراي في الأشهر الأخيرة، حيث يتقدمون حاليا صوب العاصمة أديس أبابا.

وتريد جبهة تحرير تيغراي تنحي آبي أحمد من الحكومة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى الإقليم الشمالي.

وأكدت علانية أنها ستزحف نحو العاصة أديس أبابا، لكن الأخيرة تريد انسحاب مسلحي الجبهة من المناطق الواقعة خارج إقليمهم لكي توقع على وقف إطلاق النار.