الأب رفيق جريش
النجاحات الكبرى التى تتم فى مصر حاليا على مستوى البناء والاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية شهدت، فى هذه الأيام الأخيرة، هجمات من اللجان الإلكترونية لقوى الشر، وذلك لتأجيج الفتنة الطائفية بفيديوهات قديمة بعد أن كادت تنطفئ نارها تماماً، وبعد أن رفض الشعب المصرى كله، بمسلميه ومسيحييه، حكم الإخوان الذين أحرقوا، فى يوم واحد، 85 كنيسة فى طول مصر وعرضها وبعد تسليط الضوء على «بيت العائلة» بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائه فى ظروف كادت تعصف ببلادنا، ولولا حكمة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وكذلك قداسة البابا شنودة، رحمه الله، ومن بعده قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكل القيادات الكنسية، بمختلف طوائفها، تم تأسيس «بيت العائلة المصرية» ليضم القيادات والمفكرين والعاملين فى خدمة هذا الوطن من مسيحيين ومسلمين، واستطاع بيت العائلة، بقدر كبير، أن يبحر بسفينة الوطن إلى ميناء الأمان.
كذلك تم الهجوم الشرس على «وثيقة الأخوة الإنسانية» التى وقّعها قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ جامع الأزهر الشريف، فى فبراير 2019 فى أبوظبى، هذه الوثيقة تُعد الأولى من نوعها بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتظهر القيم المشتركة بين الديانتين ونبذ العنف والإرهاب والتعصب، وقد رحبت بها كل المؤسسات الدولية، فى مقدمتها الأمم المتحدة.
والجدير بالذكر والتأكيد أن الأمام الأكبر فى مؤتمر بيت العائلة بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه نبّه إلى المؤامرات التى تحاك علينا وعلى الوطن العربى من قوى الشر الخارجية تحت مسمى «الدين الإبراهيمى» الذى يستهدف المؤمنين من الأديان التوحيدية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام بغاية تسييل وتسييح الأديان على بعضها البعض، وذلك لمصلحة سياسية صهيونية، وهنا أريد أن أُؤكد أن هناك فرقا فى المصطلح بين «الدين الإبراهيمى» والمصطلح الآخر «الأديان الإبراهيمية»، فهذا المصطلح الثانى هو «الأصل» ويستعمل فى كل الحوارات بين الأديان بدون أدنى حساسية أو لبس لأنه يعبر عن الأديان التوحيدية الثلاثة، كل بخصائصه وتَميزه واحترام كامل للفروقات.
علينا أن نعى أن هذه التهجمات الشرسة، وفى هذا التوقيت بالذات الذى تواصل فيه الدولة المصرية تقدمها الاقتصادى وتستكمل نضوجها السياسى دليل على أن قوى الشر تعمل بقوة، ولذا علينا أن نحمى شبابنا بالذات من الأفكار الغريبة ونرفع وعيهم بكل الوسائل، خاصة فى الجامعات والمدارس والإعلام والمساجد والكنائس، لأن نجاحات مصر ستقترن دائما بمؤامرات لتعطيل التقدم الذى نصبو إليه جميعا. ونحن على يقين مطلق أنه لا يمكن للشر أن ينتصر على الخير، ولا المؤامرات ستنتصر على إرادة شعبنا الصلب، مهما كانت شرسة طالما توحدنا على خير هذا الوطن.
نقلا عن المصري اليوم