نجوى بقلم : زهير دعيم
(القيت في نادي المحبّة – عبلّين في معرض أندلسيات في ظلّ الحَمراء مساء يوم الجمعة 19\ 11\ 2021 )
وتأبى الرُّوحُ الجَذلى
إلّا أنْ تتجلّى
وتجوبَ التّاريخَ والوديانَ
وتُرفرفَ فوق غِرناطة
لتزورَ الحمراءَ غرفةً غرفة
وتستحمَّ في فضاءاته
وتزرعَ فوقَ أديمِ العُمرِ لحنًا ربيعيًّا
لحنًا أندلُسيًّا
يفوحُ عِطرًا وشذىً
وبقايا من حضارةٍ ومجدٍ
وتقفُ الرُّوحُ هناكَ هُنيهةً
تقفُ أيضًا فوقَ اشبيلية وبلدِ الوليد
تُناجي أملًا راعشًا نما في ثنايا الشّرقِ
وهمسةً نديّةً سربلَها الوَدادُ
ورفَلَت كما عروسٍ
تتبخترُ على جُفونِ الهمسِ
على روابي الأمس
تحكي المحبّةَ
وتكتبُ على جبينِ المجدِ
قصيدةً عصماءَ
تتزاحمُ حروفُها في بحرِ الغَزَل
وتتدحرجُ في سماءِ قرطبةَ
في ليلةٍ ليْلاءَ
تُلوّنُ السّماءَ
قصيدةً خطّها ابنُ زيدون
وشْوشةً حيْرى ...
خطّها.....
بنجيعِ قلبِه وأنفاسِ صيْرورتِهِ
وتقفُ روحي هناكَ تسمعُ وتنصِتُ
الى همساتِ الزيدونيِّ
يُداعبُ وتَرَ الحروفِ تارةً
وأوتارَ قلبِ ولّادة أُخرى
فيعزِفُ على مِعْزَفِ العِشقِ أُسطورة ً :
" إِنّي ذَكَرتُكِ بِالزَهراءَ مُشتاقا
وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت
بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا "
وترتوي روحي ولا تشبعُ
وتعودُ الى تلالِ الجليل ِ
تتعقّبُ أثَرَ من رسمَ المحبّةَ رجاءً
وغنّى الفِداءَ كينونةً
وكتَبَ مَلحمةَ الخَلاصِ بِدمِهِ
تعود..... الى نادي المحبّة
وفي فمها ألفُ ذكرى
وإضمامةُ ياسمينَ أندلسيٍّ
ولوحاتٌ تَرْسُمُ الربيعَ زخّاتٍ راعشةً
وظلالًا من عبَقِ التّاريخ.