توفى أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة بجرعات زائدة من المخدرات، خلال عام واحد فقط، إبان تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

 
وتعد حصيلة ضحايا المخدرات هذه هي الأعلى التي يتم تسجيلها خلال عام واحد في الولايات المتحدة.
 
وأوضحت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة ارتفعت بنسبة 28.5 بالمئة خلال 12 شهرا انتهت في أبريل/نيسان الماضي.
 
ويعتقد الخبراء باحتمالية تزايد الإقبال على تعاطي المخدرات وتناول جرعات زائدة منها بسبب التأثير النفسي السلبي للوباء وانتشار المزيد من المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل، أحد أنواع الأفيون الصناعي وأقوى 50 مرة من الهيروين.
 
وارتفعت معدلات جرعات المخدرة الزائدة في جميع أنحاء الولايات الأمريكية، باستثناء أربع ولايات من الخمسين.
 
ومن خلال بيانات شهادات الوفاة، يقدر مركز السيطرة على الأمراض أن 100 ألف و306 أشخاص توفوا ما بين أبريل/نيسان 2020 وأبريل/نيسان 2021، مقارنة بحوالي 78 ألفا و56 حالة وفاة فقط في العام السابق.
 
وقالت كاثرين كييز، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا والخبيرة في مجال تعاطي المخدرات لبي بي سي، إنه رغم ارتفاع الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة "بشكل كبير" خلال السنوات العديدة الماضية، فإن وباء كوفيد 19 "أشعل المزيد من هذه النيران (زاد من حجم الأزمة)".
 
وأوضحت أن البيانات المتوفرة تشير إلى أن "هناك المزيد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وحدها، ونحن نعلم أنها تمثل خطورة الموت بجرعة زائدة".
 
وقالت "كان هناك أيضا انخفاض في الوصول إلى الخدمات التي قد تساعد في الوقاية من الجرعات الزائدة وتقليل الضرر وتساعد في العلاج والشفاء".
 
وقد تجاوز الآن عدد الوفيات الناجمة عن المخدرات عدد الوفيات بسبب الأسلحة النارية وحوادث السيارات والإنفلونزا.
 
جونسون وجونسون تدفع 230 مليون دولار لتسوية قضية اتهامها بالتسبب بإدمان المسكنات الأفيونية
 
عصابات المخدرات المكسيكية: أعمال وحشية وحروب دامية لا ترحم
 
تقرير: الحرب الدولية على المخدرات "فشلت"
وسجلت ولاية فيرمونت أعلى زيادة في الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة، وارتفعت الوفيات بنسبة 70 بالمئة لتسجل 209 أشخاص، تليها ولاية فرجينيا الغربية وارتفعت الوفيات بنسبة 62 بالمئة، ثم ولاية كنتاكي ثالثة بنسبة 55 بالمئة.
 
وقالت كييز إن ارتفاع تعاطي المواد الأفيونية الاصطناعية، وخاصة الفنتانيل، "من بين الأسباب الرئيسية" في ارتفاع الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة. كما كشفت الاختبارات تزايد ثبوت تعاطي مخدرات أخرى مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين، للفنتانيل.
 
وأضافت: "أن الفنتانيل يمثل نوعا من الوباء المتحرك الذي يركز على الأشخاص الذين يستخدمون المواد الأفيونية مثل الهيروين، ولكنه ينتشر الآن بين الأشخاص الذين يتعاطون مخدرات أخرى أيضا".
 
"هذا أدى لتسريع زيادة وفيات الجرعات الزائدة التي نشهدها بين مجموعة أوسع من متعاطي المخدرات".
 
وقالت شانون مونات، مديرة مركز ليرنر لتعزيز الصحة العامة في جامعة سيراكيوز، إن الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة تمثل "مأساة أمريكية، ويمكن الوقاية منها".
 
وقالت: "حتى بعد انتهاء وباء كوفيد 19، من المرجح أن تستمر وفيات الجرعات الزائدة في الزيادة. علينا أن نتصدى لهذه الأزمة من عدة زوايا".
 
وقالت إن من بين الحلول الممكنة توفير أدوات وشرائط اختبار تعاطي الفنتانيل ومواقع التعاطي الخاضعة للإشراف، حيث يمكن مراقبة المستخدمين وتوصيلهم بخدمات التعافي والرعاية الصحية.
 
وأضافت مونات: "بالإضافة إلى هذا يجب الاعتراف بأن الزيادة في تعاطي المخدرات خلال العشرين إلى الثلاثين عاما الماضية، أحد أعراض مشاكل اجتماعية واقتصادية أكبر بكثير".
 
"في نهاية المطاف، لن تكون الحلول لمكافحة أزمة الجرعات الزائدة من المخدرات فعالة إلا إذا عالجت المحددات الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل لأنها أساس الأزمة".