قال الشيخ الأزهري خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، إنَّ طلب الطلاق أو الخلع هو حق أصيل للزوج أو للزوجة متى شعر أحدهما ببأس وضيق أو عدم القدرة علي الاستمرار في الحياة معًا وبما لا يضر معه أحدا، كان ذلك ردًا على تصريح الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه إذا طلبت المرأة الطلاق بسبب زواج زوجها بثانية فجزاؤها جهنم يوم القيامة.
وأضاف في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن أقل ما توصف به أفعال وفتاوى الدكتور مبروك عطية، في الآونة الأخيرة أن فيها سما قاتلا لكل من يقترب منها، حيث إنه مع الأسف ما زال يُكرِّر تلك التصرفات والفتاوى المتعلقة بالأسرة عامة وبالنساء خاصة التي ليست من الدين في شيء.
وأضاف: «بل وأكثر من ذلك فهي تلصق بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس فيها، ولا أعرف سرًّا لهذا الإصرار الدائم على تلك الآراء والأفعال أمام الناس».
فتاوى مبروك عطية
ووجَّه «الجمل» سؤالًا إلى «عطية»، قائلًا: «يا دكتور مبروك، السيدة فاطمة بنت رسول الله رفضت التعدد فهل جزاؤها جهنم حاش لله؟»
سبب انتشار القتل والعنف بين الأزواج
وأوضح: «لعل ما نراه ونسمعه قد انتشر بين الأزواج من حوادث عنف وقتل وغير ذلك، هو نتيجة منطقية لما يسمعه البعض من تلك الفتاوى التي قد لا تترك للناس فرصة للتفكير في حل شرعي لمشاكلهم الأسرية الزوجية».
وأشار إلى أنه يستدل البعض بحديث ثوبان الذي يستندون إليه في فتواهم بتحريم طلب الزوجة للطلاق بسبب التعدد والذي يقول «أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة».
وأضاف: «هذا فيه نظر عند علماء الحديث ولكن غير أن فيه مقالا وتكلم فيه كثير من علماء الحديث بالجرح والتعديل، لنفترض أن الحديث صحيح وأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت عند من قال بصحته، ترى كيف لك أن تفهم معنى قوله «من غير بأس؟»، هل تقيس البأس حسب معيارك أنت؟ أم أن معيار البأس هو معيار من يشعر به؟».
تساؤلات حول أسباب منع طلب الطلاق
وتساءل: «هل حدد الحديث أن البأس هو قلة النفقة أو الضرب أو الإهمال والترك وفقط أم تركها لتقدير صاحبة الضرر؟، فهي من تشعر بهذا البأس كل حسب طاقته وثقافته ومجتمعه بما يرفع الضيق والحرج عن المسلمة، عملًا بقوله تعالى: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (المائدة: 6)».