طمأن أحد الخبراء في فريق تطوير لقاح "أسترازينيكا" المضاد لكورونا أن متحور "أوميكرون" الجديد، الذي يشغل الناس اليوم، لا يملك قدرة كبيرة على التفشي. فقد نقلت "الشرق الأوسط" عن أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد إدوارد جينز بجامعة أوكسفورد، وعضو فريق تطوير لقاح أوكسفورد/ أسترازينيكا، قوله إن هناك مؤشرا لعدم امتلاك أوميكرون قدرة كبيرة على الانتشار، "على الرغم من وجود عدد كبير من الطفرات فيه".
أضاف سالمان أن هذا ربما يعطي مؤشرا على أن سرعة الانتشار ليست كبيرة، "لكن لا نستطيع الجزم بذلك قبل إجراء دراسات أكثر تفصيلا"، مشيرًا إلى مجموعة من الأسئلة التي يتعين على الدراسات التي ستجرى على المتغير الجديد الإجابة عنها، إلى جانب التأكد من سرعة انتشاره، وهل سيؤدي إلى أعراض أشد أو أعراض أقل من المرض، وسرعة تكاثر الفيروس في الخلايا البشرية.
تابع: "هذا من شأنه أن يعطي تصورا لمدى قدرة الفيروس على التسبب في عدوى شديدة يصعب علاجها. فقد كانت إحدى مشاكل متحور دلتا سرعة تكاثره، فبينما كانت السلالة الأصلية تأخذ فترة أسبوعين حتى تبدأ الأعراض في الظهور بقوة، وصلت مع دلتا إلى خمسة أيام".
وبحسبه، سيتعين أيضًا الإجابة عن سؤال ذي أهمية كبيرة، يتعلق بمدى فاعلية اللقاحات الحالية مع المتحور الجديد، "لا سيما أن من الطفرات التي يحملها نحو 32 طفرة في بروتين الأشواك الذي تستهدفه أغلب اللقاحات"، لافتًا إلى أن أسرع دراسة يمكن إجراؤها خلال أسبوعين على الأكثر هي معرفة مدى قدرة الأجسام المضادة التي يولدها اللقاح على تحييد الفيروس، من طريق أخذ عينات دم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، ومعرفة مدى فاعلية الأجسام المضادة في دمائهم ضد المتحور الجديد"، فإجراء الدراسات على أجسام بشرية تعرضت للمتحور الجديد بعد تناول اللقاحات يستغرق وقتا، "قد يمتد شهورًا" كما يقول سالمان.
حتى ذلك الوقت، يختم سالمان: "نحن أمام متحول مثير للقلق، يحتوي على عدد من الطفرات تبلغ ضعف عدد الموجودة في دلتا، وهذا يعني ضرورة الالتزام أكثر من أي وقت مضى بالإجراءات الاحترازية، ومنها الحصول على اللقاح، وحتى لو أثبتت الدراسات انخفاض فاعلية اللقاحات أمام المتحور الجديد، فالحصول على قدر من المناعة في الوقت الراهن أفضل من لا شيء".