ويشير الباحثون، إلى أنه من أجل ذلك نمت عنده أسنان إضافية وظهرت لديه بكتيريا معوية، كالتي توجد في أمعاء النسور والضباع.
 
وكما هو معروف، نعتقد أن غذاء النحل هو رحيق الزهور وحبوب اللقاح، وهذا صحيح، لأن النحل وكذلك النمل هم من أحفاد الدبابير القديمة، التي في وقت ما تخلت عن اللحوم وأصبحت تتغذى على النباتات.
 
ولكن في كوستاريكا توجد أنواع من النحل تتميز باختفاء إبرة اللدغ و"عادت إلى أصلها" وبدأت تتغذى على اللحوم. ويبدو أن هذا ساعدها على تجنب المنافسة الشديدة على الرحيق في مناطقها.
 
ويتميز هذا النوع من النحل، ليس فقط بظهور أسنان له لقضم اللحم، بل وأيضا باختلاف تكوين البكتيريا المعوية بشكل ملحوظ عما موجود في أنواع النحل الأخرى. وهذه البكتيريا تسمح لهذا النوع من النحل بتناول حتى اللحوم الفاسدة كما النسور والضباع.
 
ويقول كوين ماكفريدريك، عالم الحشرات من الجامعة، "ميكروبيوم أمعاء هذا النوع من النحل مشبع ببكتيريا مقاومة للأحماض، وهذا غير موجود لدى أنواع النحل الأخرى. ومثل هذه البكتيريا موجودة في أمعاء النسور والضباع والحيوانات الأخرى التي تأكل اللحوم الفاسدة، ويبدو أنها تحمي من مسببات الأمراض الموجودة فيها".
 
ويضيف، كما تحتوي أمعاء هذا النوع من النحل، على بكتيريا Lactobacillus التي تخمر الطعام وبكتيريا Carnobacterium التي تهضم اللحوم.
 
واكتشف الباحثون، خلال دراستهم لهذا النحل في غابات كوستاريكا، أنه يجمع اللحم في سلال على أرجله الخلفية، كما يفعل النحل الاعتيادي الذي يجمع حبوب اللقاح.
 
والمثير في الأمر، مع أن هذا النوع من النحل يتغذى على اللحوم الفاسدة، إلا أن عسله حلو المذاق كعسل النحل الطبيعي ويمكن تناوله. واتضح للباحثين أن النحل يخزن اللحم في حجر خاصة، بعيدة عن التي يخزن فيها العسل.
 
ويخطط فريق البحث لدراسة ميكروبيوم هذا النحل بشكل أعمق وفك شيفرة الجينوم لجميع أنواع البكتيريا والفطريات والفيروسات في جسمه. لتحديد الدور الذي تلعبه البكتيريا في صحة النحل.