سمير فاضل
في عام ١٩٧٧ بدأت السيدات في مصر ارتداء الجينز بكل أشكاله إلي جانب الفساتين أيضا بكل أشكالها، وكان ارتداء السيدات الجينز في ذلك الوقت كان قد أثار موجه من الجدل ، ولكن في نهاية الأمر انتهي إلي القبول بالأمر الواقع .
في نفس العام أيضا ١٩٧٧ يعلن الرئيس السادات عن نيته في الذهاب الي اسراءيل ، وهو الأمر أيضا الذي أثار موجة من الجدل انتهت إلي القبول بالأمر الواقع .
في هذه الأثناء بدأت موجة ضرورة أسلمة الشارع المصري في الانطلاق بعد أن انطلقت الشرارة الأولي من إيران حيث إرهاصات الثورة الإيرانية قد بدأت في الشارع الإيراني.
في عام ١٩٧٩ بدأت السيدات المصريات في ارتداء الحجاب وخلع الفستان والجنيز الذي بدأ في التراجع لحساب موجة محلات ومصانع ومناطق بعينها تبيع لهم ملابس المحجبات وهذه المرة كان القرار قادم لم من السعودية ، والتي كانت ترد علي الحملة الإيرانية الشيعية ، وكانت مصر ونساء مصر هي ساحة المعركة بهدف تغيير ملامح وشكل المجتمع المصري ، وكان قبلها في عام ١٩٧١ قد تمت صياغة دستور لمصر لكي يحولها إلي دولة إسلامية ويلعنها رءيس الدولة بنفسه عندما قال انا رءيس مسلم لدولة مسلمة ، وهكذا انطلقت شرارة ضرورة الإسراع باسلمة الشارع المصري لكي يكون مستعدا للخطوة التالية وهي الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ولم يكن هذا يحدث بينما كانت النساء في مصر ترتدي الفستانات والجنيز بكل أشكاله، وكان لابد من أحداث التغيير وفي أسرع وقت ممكن ، وهكذا دخلت مصر النفق المظلم وتحولت إلي مجرد العوبة في يد القوي الإقليمية والدولية ، وساحة لتصفية الحسابات بين الاصوليات الدينية التي كانت قد وصلت لدرجة التوحش ، وغياب كامل لإدارة الدولة التي كانت قد سقطت في حجر الاصوليات الدينية التي اغتالت رءيس الدولة في عام ١٩٨١ .
اربع سنوات فقط من عام ١٩٧٧ وحتي ١٩٨١ غيرت وجه مصر تماما ، من الجينز إلي النقاب والفساد .