بقلم : ماجد الراهب
وضعت الكنيسة فى ترتيب طقس كيهك ( وهو الشهر المسمى بالشهر المريمى والذى نحتفل فى نهايته 29 كيهك بعيد الميلاد المجيد ) تسبحة تسمى سبعة وأربعة ، أى سبعة ثيؤطوكيات ( تمجيد لوالدة الاله ) والأربعة تشير الى الهوسات ( التسبيح ) . وموضوع الهوس الأول هو عن خروج بنى اسرائيل من مصر وعبور البحر الاحمر ، وعند أداء هذا الهوس باللحن تجد إبتهاج شديد فى أداءه من الاكليروس والشعب وكأن الذى يؤديه هم اليهود الذين عبروا أو احفادهم ، وليس مصريين متهمين فى التسبحة بالكفر . أتعجب كيف للشعب المصرى أن يتلذذ بجلد ذاته هكذا ، وللأسف هذه قضية لا تخص الكنيسة فقط بل الدولة كلها فنجد شوارع باسماء مستعمرين وشخصيات حاولت محو الحضارة المصرية . نرجع لموضوعنا ونستعرض معا ملابسات هذا الهوس أولا هذا الهوس جمعه الأنبا أثناسيوس ميخائيل الزيات طوخي الأسقف الفخري لكرسي الفيوم والنائب الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك فى الفترة (1761 - 1787 م ) ووضعه فى كتاب ويحمل الكتاب عنوانًا « كتاب الثيؤطوكيات وترتيب شهر كيهك » ، وطبع في روما سنة 1764م . وهو طبعا غير ارثوذكسى وفى هذا التاريخ كان الفكر اليهودى يحاول فرض أفكاره فى العالم ويحاول وضع تاريخ يمجد كيانهم ويثبت وجودهم . ثانيا نأتى لنص التوراه فى هذه الحادثة لنجد الآيات التالية خروج الإصحاح السادس آية (11:10) ثم كلم الرب موسى قائلا " أدخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بنى إسرائيل من أرضة " . وفى نفس الإصحاح آية (13) " فكلم الرب موسى وهارون وأوصى معهما إلى بنى إسرائيل وإلى فرعون ملك مصر في إخراج بنى إسرائيل من أرض مصر " أيضا في آية (27) " هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في إخراج بنى إسرائيل من مصر هذان هما موسى وهارون " كذلك آية (29) " أن الرب كلمة قائلا أنا الرب كلم فرعون ملك مصر بكل ما أنا أكلمك به " وفى الإصحاح الرابع عشر آية (😎 " وشدد الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بنى إسرائيل وبنو إسرائيل خارجون بيد رفيعة " ونجد فى هذه النصوص أن لفظ فرعون جاء بدون الف ولام ، وجاء مفرد ، وهذا يعنى انه شخص يدعى فرعون وليس لقب كما هو شائع حاليا . ثالثا بدراسة تاريخ الخروج نجد ان هذا التاريخ يتوافق مع وجود الهكسوس مصر الذين استعمروا مصر ويعتقد العلماء أن الهكسوس شعب مهجن عرقيًّا ، صاحب أصول سامية ، وأنهم جاءوا من شمال فلسطين وعبروا إلى كنعان واستقروا في دلتا مصر عن طريق هجرات متتالية بأعداد كبيرة ، وصلت إلى المئات في المرة الواحدة . فالأرجح أن فرعون ذلك كان اسم أحد حكام الهكسوس وبالخطأ ونتيجة العلماء اليهود شاع لقب الفراعنة على مصر كلها وقد عاشوا فى مصر حوالى 300 عام وخرجوا على يد الملكة اياح حتب وابنها احمس . رابعا ونطرح بعض علامات الاستفهام ، كبف نترك كم التكريم لمصر فى الانجيل بعهديه فقد ذكرت مصر 698 مره وعندما أراد الله حماية أبنه لم يجد سوى مصر ليهرب اليها ومكث بها ما يقرب من 4 سنوات ، وعندما أراد الرب مباركة شعب قال " مبارك شعبى مصر " فكيف يستقيم ذلك مع ما جاء بالهوس الاول . أحبائى أطلب من الباحثين المصريين ومن علماء الكنيسة والمجمع المقدس مراجعة هذا الهوس وتصحيحه أو إلغائه . مصر هى فجر الضمير وأصل التوحيد وهى التى حافظت على الايمان المستقيم من خلال مدرسة الاسكندرية اللاهوتية حتى القرن الخامس الميلادى ، ووضعت كل العلوم الكنسية التى تدرس إلى الان ، وكان الله يعدها منذ فجر التاريخ لذلك
واختم بما جاء فى ( أع 7: 22 ) " وتهذب موسى بكل حكمة المصريين " .
( فى الاعادة إفادة ) هذه المقالة مقصودة لبعض أصدقائى لعلهم يفقهون