رفعت يونان عزيز
يصوم المسيحيون كل عام في 25 نوفمبر مدة 43 يوم ويطلق علي هذا الصوم " بصوم الميلاد " ويسمي بصوم المستحيلات .
عندما استلم موسى النبي لوحي الشريعة ابتدأ شعب إسرائيل ينعم بمعرفة الله من خلال الوصية المكتوبة، ونحن أيضاً عندما تجسد ابن الله الكلمة تمتعنا بمعرفة فائقة لله. أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق هو البابا خريستوذولس البطريرك الـ66 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077) ....
40 يوم تصومها الكنيسة لاستقبال ميلاد الفادي المخلص يسوع المسيح كلمة الله الحي المتجسد بين البشر ، كما صام موسى 40 يوم قبل أن يتسلم كلمة الله المكتوبة بأصبع الله علي لوحي
الشريعة و3 ثلاثة أيام تذكار معجزة نقل جبل المقطم أيام حكم " المعز لدين لله الفاطمي " في عهد البابا " أبرام بن زرعه " وعلي يد القديس "سمعان الخراز" كما صام آباؤنا فتحنن الرب عليهم. فالصوم المقترن بالصلوات والتوبة الحقيقية ووسائط النعمة والتسليم الكامل لله تصنع المعجزات والمستحيلات . وعلينا أن نفهم أن الصوم دائماً مقترن بالصلاة ولم يكن فرض بل هي حياة تفرغ للتواصل مع الله حياة تعطي للروح أن تسمو فالجسد هو مادي ترابي وأما الروح فنشيط وبالصوم والصلاة تحمل الروح الجسد وتعرف الكثير من محبة الله الفائقة التي ليس لها حدود نحو الإنسان وكم يريد أن يعرف البشر جميعاً الطريق والحق والحياة ويؤمنون باسمه لأنه هو من يدين المسكونة وبدونه لا خلاص لأنه معطي الحياة الأبدية . فمع الصوم لأبد أن نتذكر ونتأمل في خليقة الله وخلقه للإنسان علي صورته ومثاله وعلاقته به وماذا قدم وميز الإنسان عن سائر المخلوقات . ففي البداية لابد أن نعي جيدً ونتذكر دوماً أن الله كلي المحبة ودعانا أبنائه ومحبته لا توصف ولا تعرف إلا من خلال " الله محبة " فقد خلقنا مميزين بالعقل مقدماً لنا الحرية الكاملة وسلطان علي المخلوقات الأخرى لنفع وخدمة الإنسان . ولفائق محبته حذر الإنسان من أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر فيوم أن يأكل منهما موتا يموت لأنه بمخالفته لوصيته يسقط في فخ الشيطان وينفصل عنه وتحدث مخاصمة مع السمائيين . إلا أن الشيطان لم يهدأ له بال وأغتاظ من الإنسان فأشار للحية التي أغوت حواء بأنهما يوم أن يأكل من الشجرة فتفتح عيونهم ويصيرون مثل الله وجعلت شهوة الأكل تتغلب عليها ويصبح مثل الله خطية الكبرياء , أكلت حواء وأعطت رجلها فأكل فسقط الإنسان وفسدت صورته لتغيرها عن صورة الله وأستحق الموت وفقد كل قوة لمقاومة الشرور وأصبحت الخليقة تعيش في ظلام وأدرك أنهما عريانان وأنفصل عن الله . وفي تلك اللحظة سمع صوت أن الله يسير في الجنة ( تك 3 : 8 ) فاختبأ منه هذه كانت إشارة من الله بدونه لا خلاص وبما أن الإنسان هو الذي أخطأ لابد أن يأتي الخلاص بالإنسان لكن ليس عن طريق الإنسان الأول بل عن طريق الله ذاته الذي كان معد لفداء وخلاص الإنسان من قبل مبيناً ذلك من أن نسل المرأة يسحق الحية " الشيطان " سبب السقوط . وحتي يفهم ويدرك ويستوعب الإنسان خطة الله ويثق فيه كانت هناك مراحل قدمها الله في صور وتنبؤات متعددة لأنبياء ورسل كشهود لتحقيق ميلاد المخلص والفادي لتفهم البشرية صفات عظمة الله وقدرته علي كل شئ وبساطته وتواضعه مبيناً المعني الأصلي والحقيقي لمحبته الغير محدودة .
نكمل في العدد القادم بمشيئة الله الجزء الثاني من المقال .