Oliverكتبها
- تغربت البشرية بالخطية عن الله و إختبأ أبوانا من الله خلف شجرة فإحتجب الله بعدما طرد آدم من الفردوس الأرضى و صار ملكوت الله مغلقاً في وجوهنا هذا الذى أعده الله لنا قبل أن يخلقنا.صار عائق لا يوصف بيننا و بين شجرة الحياة التي أعدت أيضاً لنأكل منها و نحيا إلي الأبد في ملكوت الله.لم يختف الملكوت عن الناس بل حتي عن أفكار الأنبياء و لم يعد له وجود في فكر البشر.فقط ممالك الأرض هي التي يعرفونها و يقيسون بها عظمة الملوك.صرنا نموت طوال العهد القديم دون أن يتجاسر أحد و لا الأنبياء علي طلب ملكوت الله.نعم كان الله حاضراً مع شعبه غير ظاهر إلا في رموز.لكن لما تجسد الرب وهبنا أن نأكله لأنه شجرة الحياة فعادت لنا الأبدية الضائعة و بعد تمام خلاصنا فتح الفردوس بجسده .المسيح المتجسد بشخصه القدوس الآن يعلمنا الطلبة التي كانت مستحيلة للبشرية منذ الخطية الأولي أن أطلبوا ملكوت الله و بره.بالتجسد أعلن ملكوت السموات المسيح و الحالة و المكان.
- ملكوت الله هو المسيح ذاته: المكان لا يقترب أو يبتعد هو ثابت و نحن الذين نقترب منه أو نبتعد عنه. لما يقول لنا الروح القدس في الإنجيل أن الملكوت يقترب فهو يقدم لنا شخص المسيح له المجد.لما إقترب السيد المسيح من البرية حيث يوحنا يعمد الناس قائلاً :ها قد إقترب منكم ملكوت السماوات مت3: 2. وصية المسيح :توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السماوات مت4: 17.هو الذى قال عن نفسه : قد أقبل عليكم ملكوت الله مت12: 28. المسيح هو الذى إقترب و أقبل علينا بتجسده و هو الذى سيأتي سريعاً و نطلبه ليس غريباً أن يقول لنا المسيح :يشبه ملكوت السماوات إنساناً مت13: 24 و 45مت 18: 23 ملكوت الله هو الإنسان الملك مت22: 2 لأن المسيح الإله الإنسان الملك هو ملكوتنا.المسيح هو من نقصده قائلين:ليأت ملكوتك. هو من نصلي له قائلين أمين تعال أيها الرب يسوع.الطلبة هنا هي أن يأتي شخص الرب ذاته له المجد فهو الملكوت الآتي و لا يبطئ.كما أن المسيح هو الباب و هو الطريق فهو أيضاً الملك و الملكوت الذى سنتحد به.لذلك نفهم الآية بعد أن نتناول من جسد الرب و دمه فينطبق علينا ما قاله: ها ملكوت الله داخلكم لو17: 21 .هذه الآية هي أفضل شرح لملكوت الله فينا.الملكوت هو إتحادنا بالمسيح و سكني الروح القدس فينا.بجسد المسيح وحده صار ملكوت الله داخلنا.صرنا شركاء في الطبيعة الإلهية بسكني روح الله القدوس.الجسد و الروح معاً هما عطية التجسد.
- ملكوت الله هو حالة البر الإلهي:في الإصحاح الثاني إلي تيموثاؤس الرسول يقدم لنا روح الله المسيح المتجسد كوسيط وحيد بين الآب و البشر 1تى2: 5 ثم يظل إصحاحاً تاليا يشرح صفات روحية يجب أن نعيشها و يختتمها بعبارة خالدة:و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد1 تى3: 16اي أن إجماع هذه الصفات ظهرت في المسيح المتجسد و سميت سر التقوي.لنعلم أن المسيح المتجسد أظهر كل أنواع التقوى و صفات البر.المثال الأعظم الذى هو الحالة التي يجب أن نعيشها لنكون بني الملكوت رو14: 17.المسيح المتجسد هو سر التقوى أي أن كل كنوز البر محواة في شخصه المجيد.هذا هو البر المصاحب للملكوت لذا حين نطلب الملكوت نطلب البر المصاحب و اللازم له أيضاً مت6: 33.ملكوت الله يشبه خميرة تبدأ صغيرة ظاهرة ثم تنتشر لتملأ الكيان كله و يظهر أثرها.الحالة التي يجب أن نعيشها هي هذه.نبدأ بالبر قدر قامتنا و ننمو و ينمو بنا البر إلي ملء قامة المسيح و ينتشر إلي الآخرين أيضاً لنكرز لهم ببشارة الملكوت لو9: 60.نأخذ من المتجسد دروساً كيف نحب و كيف نسلك مع الجميع و كيف نرتبط بالآب و ننتمي للملكوت و كيف نتكلم و نصمت و نرتفع عن ممالك الأرض ليصير لنا الملكوت السماوي.لولا تجسد المسيح ما صرنا و لا عرفنا كيف نصبح بني الملكوت مت13: 43.مت18: 4.المسيح بكل صفاته و أعماله و إيمانه هو سر الملكوت و من يأخذ المسيح يسعي لإقتناء أعمال المسيح و بره و ينفتح علي سر الملكوت أى الحالة اللائقة بمن يطلب الملكوت و بر الملكوت مر4: 11.ملكوت الله حالة نعيشها علي الأرض و تكتمل في الأبدية.حلول في المسيح المتجسد يجعلنا نعيش ملكوت الله و نتلذذ به.
-ملكوت الله المكان:نعم ملكوت الله هو المسيح و هو بر المسيح و هو مكان المسيح أيضاً الذى صعد إليه بجسد البشرية الذى أخذه من العذراء القديسة مريم.صار للبشرية في المسيح جسد في الملكوت علي العرش الإلهي .الملكوت مكان لكنه ليس كالأماكن التي نعرفها.نحن نعرف الأماكن في الأرض بالحيز و الحدود.له بداية و نهاية.له مركز و أطراف.أما المكان في السماء فليس هكذا.له صفات السماء.لا بداية و لا نهاية.لا يوجد فيه طرف بعيد و آخر قريب.ليس له حدود و لا حيز.لا يوجد قبله و لا بعده.الملكوت مكان لكنه ليس كالأماكن مطلقاً لأنه مكان فيه صفات الأبدية يسكنه اللاهوت بكل عظمة.فيه الملائكة النورانيون و كل الرتب النارية.فيه الأبرار الذين طلبوا ملكوت الله و بره و عاشوا مذاقة الملكوت علي الأرض.لذا قيل عن مكان الملكوت أنه سماء جديدة و أرض جديدة رؤ21: 1.لهذه السماء و الأرض الجديدة دخول و لكن ليس منها خروج 2بط1: 11.له أبواب مغلقة في وجه المرائين مت23: 13.كل عمل المسيح المتجسد كان من أجل أن ندخل معه ملكوت السموات و نضمن عشرته الأبدية.لم يوجد حديث أبداً عن الخروج من الملكوت لأن من يدخل لا يريد أن يخرج أبداً فكل ما في هذا المكان حياة أبدية و مجد و نور و فرح و سلام وما لم تسمع به أذن ما تره عين و ما لم يخطر علي قلب بشر 1 كو2: 9.هذه الأرض الجديدة هي أرض الميراث الأبدي.موطن العروش و السيادات.
- بدون التجسد ما كنا نعرف الملكوت و لا كان لنا فيه نصيب و لا إمكانية فنطلب ملكوت الله و نشتاق إلى ملكوت المسيح و ملكوت أبيه.حياة المسيح المتجسد على الأرض علمتنا حياة الملكوت و بره..من أعمال المسيح نقتني أعمال بني الملكوت.بإيمان المسيح يصبح فينا إيمان بوعده لنا بالملكوت.لو لم يتجسد المسيح لبقي الملكوت مجهولاً محتجباً و بقيت الأمجاد أرضية زائلة و صارت ممالك الأرض هي كل ممالكنا التي ستزول مع الأرض القديمة .فليفتح الله أعين قلوبنا علي شخصه المجيد فنحبه أكثر من الكل و يكون لنا به وساطة لدي الآب كي يكون لنا معه نصيب بني الملكوت و لنرفع أعيننا و أشواقنا إلي السماء الجديدة و الأرض الجديدة حيث المسيح جالس يريدنا و يعيننا أن نغلب لنجلس معه في عرشه.