عندما تركب المترو وتجد بجوارك هندوسي وسيخي ومسيحي ومسلم ويهودي ولا ديني بمنتهى الحرية أنت لست في أمريكا أو أوروبا
عندما تنظر حولك وتجد الحريات بكل مستوياتها في الملابس والعلاقات الشخصية في النور وأمام المجتمع وبلا حجر أو مطاردة أو تحرش أنت لست في أوروبا أو أمريكا
عندما تعيش سيادة القانون والنظام والنظافة واقعًا أمام عينيك أنت لست في أوروبا أو أمريكا
عندما لا تلتفت دولة إلى قطعان المهاويس دينيا على شبكات التواصل الاجتماعي أو إلى مؤسسات ماضوية تسيطر على مجالها وفضائها العام وتتخذ هذه الدولة من الإجراءات ما يتوافق مع الإنسانية والمستقبل وصالح اقتصادها دون خوف من مشيخة أو رعب من مائة مليون مفتي أنت لست في أوروبا أو أمريكا.
عندما تثق دولة في نفسها وفي قدرتها وتجعل من مدنها موزاييك وكوزموبوليتان إنساني يحتفي بأي إنسان دون النظر إلى دينه وعرقه والـ DNA العقائدي له أنت لست في أوروبا أو أمريكا.
عندما تجد دولة بنظام تعليمي مدني واحد وليس نظامين يتناطحان أحدهما ديني أزهري والآخر كان حتى السبعينات مدنيا وأصبح أشد رجعية من قرينه الديني فأنت لست في أوروبا أو أمريكا
الإمارات
لمن يجرؤ فقط
أنت في دولة تغادر محطات البداوة بأسرع من رجوعك أنت بلهفة إلى نفس المحطات.
الإمارات لمن يجرؤ ولسان عقلها يقول متحديًا:
سنفعل ما يتفق وإنسانيتنا ومصالحنا صوتنا قادم من المستقبل وليس من قبور الموتى
من حقنا أن نبدي إعجابنا ليس بناطحات السحاب والشوارع النظيفة والقانون السيد .. هذا كله في المتناول ويمكن أن نصل إليه لكن إعجابنا حتى السماء بالعقول التي تخطط وتقرر وتفرض كل ما هو إنساني ومصالحي دون النظر إلى الخلف.
من العجيب والمحزن أن نفس هذه الإمارات المثيرة للإعجاب ببرجماتيتها تستقبل بحفاوة وتبجيل عَرّابي الرجعية والماضوية في وطني وتتبرع هي وشقيقاتها بكرم لمؤسساتهم ولبناء المزيد من قلاع الرجعية في مصر … عجيب
الإمارات ليست الأحسن إبداعًا في هذا الكوكب أو نموذجا وحيدًا ولكنها على الأقل الأكثر استنارة في محيطها العشائري المحافظ الذي للمفارقة تتسارع خطاه نحو العصرنة بينما هو يشجع كل ما هو رجعي لدينا ويعيد تدوير مخلفاته الرجعية ليصدرها لنا بوصفنا سوق متعطش لبضاعة عطنة بكل ما تنتجه القبور.
وللعقل سلام