هل خلق الانسان من تراب الكواكب والنجوم الاخري؟
احمد الاشقر
هل ساءلت نفسك يوماً ما ياصديقي لماذا الحياة عبارة عن متضادات دائماً؟ مثلاً الليل والنهار، الشرق والغرب، الشمال والجنوب، الداخل والخارج، الخير والشر، الصحة والمرض، الحياة والموت، الجميل والقبيح، الحقيقي والمزيف، الصح والغلط، صغيرة او كبيرة….. عقلنا مشغول دائماً بالمتضادات بالرغم ان الكون والطبيعة لايهتما بذلك. والان دعني اصحبك الي رحلة علمية فريدة، ليست رحلة بالجسم ولكن بالعقل والفكر والتاءمل الي اخر الابحاث والنتائج عن الثقوب السوداء في الكون الذي نعيش فيه ونعرف عنه القليل ونجهل الكثير. رحلة علمية شيقة تتطابق نتائجها مع ماتعلمناه في الكتب الدينية، علي ان هذه الرحلة العلمية كعادة العلماء الاهتمام بالاسباب وباءدق التفاصيل الممكنة في عصرنا الحالي ثم عرض النتائج التي وصلوا اليها من خلال الابحاث والتجارب التي قاموا بها علي مر السنين ولكن عليك ياصديقي ان تتسلح لهذه الرحلة بقوة الخيال والقدرة علي استيعاب الارقام والابعاد والمسافات وتخطي حاجز الزمان والمكان وطول النفس وان تدرك ان الانسان فكرة عظيمة هائلة وانتاج ضخم وطاقة بلا حدود ولنبدء الرحلة.
ظلت الثقوب السوداء اكبر الالغاز التي تشغل علماء الفلك والطبيعة والكيمياء سنوات عديدة وحتي امكن اخيراً تصوير احدها عام ٢٠١٩، بواسطة اكبر تيلسكوب عرفة التاريخ حتي الان ويصل قطر عدسته الي ١٣ الف كم اي مايوازي محيط الكرة الارضية. وهذا التيلسكوب العملاق نشاء من ربط عدة تيلسكوبات عملاقة علي القارات الستة ببعضها ومعه تم التقاط صورة للثقب M87 (صورة) والذي يبعد مليونات السنوات الضوئية عن الارض والذي يعتقد العلماء انه واحد من ملايين الثقوب السوداء التي تبعد مليارات من السنوات الضوئية عن كوكبنا العزيز والتي منها بداءت الحياة علي الارض، كما يتصور العلماء. (في البداية لابد ان نعرف انه اذا كانت المسافة بين نجم ما مثلاً والارض تصل الي سنة ضوئية، فان هذا يعني ان ضوء هذا النجم يحتاج الي سنة ضوئية ليصل الي الارض وهذا يعني اننا نري هذا النجم في حالته منذ سنة وليست حالته وقت الرؤية، ايضاً علي سبيل المثال يصل الينا ضوء الشمس بعد ٨ دقائق اي اننا نري حالة الشمس من ٨ دقائق وليس حالتها الحالية وقت الرؤية). ومع اكتشاف هذه الثقوب السوداء ومعرفة تاءثيرها علي الارض وتكوين المجرات المختلفة ومنها مجرة درب التبانة (صورة) التي يوجد فيها نظامنا الشمسي المعروف والكواكب الموجودة فيه.
علي ان الثقوب السوداء كما تبين انها تساهم بدور هام مباشر وغير مباشرفي تطور الحياة علي الارض من خلال الطاقة الهائلة التي تطلقها في الفضاء ومن خلال القدرة الجاذبية العالية التي تتمتع بها. ولكن كما قال العلماء ان البحث عن هذه الثوب مثل البحث عن حبة قمح في مدينة القاهرة او البحث عن كرة تنس صغيرة فوق سطح القمر. ولكن بربط هذه التيلسكوبات مع بعضها امكن رؤية الثقب M87 علي بعد ٥٥ مليون سنة ضوئية وهذا الثقب وجد في برج العذراء وحوله اكثر من الفين مجرة كونية، وهو يطلق اشاعات او موجات مثل موجات الراديو والتي معها امكن تحديد موقعه. ويصل وزنه الي حوالي ٦ مليارات مرة مثل وزن الشمس وقطره حوالي ١٠٠ مليار كم (هناك طرق متعددة لحساب مسافات واوزان النجوم والكواكب وغيرها في الفضاء يعرفها علماء الفلك).
والثقوب السوداء تطلق تياراً من الطاقة يحوي كماً هائلاً من الاحجار والغازات بدرجة حرارة عالية تصل الي مليارات الدرجات الحرارية وتظل هذه الغازات والاحجار تدور مدة حول الثقب وتبتعد مع الوقت عنه ومعها تتكون النجوم والكواكب والشهب والنيازك المختلفة في شكل سلسلة حول الثقب ومع الوقت تنفصل هذه الكواكب والنجوم وتسبح في الفضاء وتبتعد عن بعضها البعض وتتسع المسافة بينها. ويقول العلماء ان هناك ثقوب سوداء تبعد حوالي ١٠ مليار سنة ضوئية عن الارض وهذا يعني اننا عندما نراها فاننا نري المراحل الاولية لتكوين الكون والذي يبلغ عمره حوالي ١٣ مليار سنة. وعند البحث عن الثقوب السوداء في الفضاء فان العلماء يبحثون عما اسمه "كازارن" وهي النقط التي تنير الثقوب السوداء، وقد استطاع احد علماء اليابان اكتشاف كازاراً يبعد عن الارض حوالي ١٣ مليار سنة ضوئية، وهذا يعني انه نشاء بعد الانفجار العظيم كما شرح في الكتب الدينية والعلمية، اما عن حجم ووزن هذا الكازار فانه يصل الي مليار مرة مثل وزن الشمس وينير ثقب اسود يصل بعده الي ١٣ مليار سنة ضوئية من الارض.
وللجاذبية دوراً هاماً في ترابط اجزاء الكون مع بعضها، كما وجد العلماء ان العناصر اللازمة للحياة (كبريت، ماغنسيوم، حديد وسيلسيوم) موجودة بنسب متساوية تماماً في الفضاء وفي كل انحاء الكون وذلك من خلال تيلسكوب ياباني في الفضاء يعمل مثل جهاز الاشعة، والعجيب انها موجودة بنفس النسب في كل اجزاء الكون والفضاء الخارجي مهما بعدت المسافات وسواء في النظام الشمسي او خارجه، فالنسبة واحدة وموزعة في كل مكان، وهذا يعني ان الحياة ممكنة في اي مكان اخر في الكون الذي نعيش فيه.
ويرجح العلماء ان هذه العناصر قد بداءت في الانتشار مع بداية الكون ثم تم خلطها بقوة هائلة، لايعلم احد مصدرها، ومعها تكونت المركبات الكيمائية المختلفة، ويتصور العلماء بناء الكون كالاتي: ثقب اسود ضخم انفجر منذ حوالي ١٣ مليار سنة، ثم من خلال قوي مختلفة الابعاد والدرجات بداءت النجوم والكواكب تتكون (الكواكب التي تكونت في البداية تعيش اطول من الكواكب التي تكونت في النهاية)، تصطدم هذه الكواكب بالعديد من الشهب والنيازك ومعها تنفجر وتخرج كميات هائلة من العناصر المختلفة اللازمة للحياة وتتوزع في كافة انحاء الكون كله، الاحجار تتصل ببعضها وتكون نوع من الكواكب واما الغازات تكون نوع اخر من الكواكب. ثم تتكون مليارات المجرات وكل مجرة تدور حول ثقب اسود. ويعتقد العلماء ان بداية الكون الزمنية كالاتي: ظهور الثقوب السوداء حوالي ٤٠٠ مليون سنة بعد الانفجار العظيم، بعد ١,٣ مليار سنة تتكون النجوم، بعد ١,٥ مليار سنة يزداد الضوء ومعه تبداء عمليات تكوين المجرات، بعد ٢,٥مليار سنة وحتي ٨,٧ مليار سنة يزداد النشاط الضوئي وحيث تبداء الكواكب في الظهور، ثم بعد ١٠ مليار سنة تتجمع العناصر المختلفة في الفضاء ثم بعد ١١ مليار سنة من الانفجار العظيم تتكون المجرات وتمتد مع الوقت وتاءخذ الشكل الذي نراه حالياً. ثم تبداء العناصر الكربون والنترجين والاوكسجين والحديد في الالتحام من خلال قوي غير معروفة، علي ان منطقة درب التبانة التي نعيش فيه هي منطقة قليلة الاشعاع وبعيدة عن مناطق شديدة الطاقة والحرارة ولذا فهي منطقة ثابتة مكنت من ولادة السمس والكواكب التابعة لها فهناك كواكب حجرية مثل الارض والمريخ واخري غازية مثل المشتري وزحل.
بعد ذلك بداءت الشهب والنيازك الاصدام بالارض وزودتها بالعناصر الكيمياءيية المختلفة وبالماء وبداءت الجينات تتكون ليس بالصدفة ولكن بتخطيط وتنظيم فالحياة علي كوكبنا ليست وليدة الصدفة. وقد حاول العلماء انتاج جينات في المعمل (فيروس كورونا ولقاحاته علي سبيل المثال) ووفروا لها الظروف المتغيرة مثل الحر والبرد والمطر واشعة تشبه الرعد والبرق وامكن انتاج جزء من RNA من الاحماض النووية المعروفة مثل الادنين والسيستين والجوانين واليوراسين ومعها تم تكون شيء بسيط جداً يماثل الاحماض النووية في جسم المخلوقات. (لقاحات فايزر وبيونتيك ومودرنا قائم علي اساس ال mRNA)
ويتصور العلماء اننا لسنا وحدنا في هذا الكون، فمواد الحياة موجودة في كل الكون وان هذا الكون يعمل بنظام دقيق ولكن من اين جاءت هذه المواد التي نتج عنها الانفجار العظيم ثم هذه النظم والقوانين والقواعد التي تنظم هذه الانفجارات والتي ويعمل بها الكون ثم هذه العناصر الاولية للحياة والقوي التي سببت اندماجها وتكوين مبادئ الحياة الاولية، لااحد يعرف ولكن يقول العلماء ان العلم لن يتمكن في اي وقت وفي اي زمان علي الطلاق من حل العديد من هذه الالغاز الكونية.
(اعلنت وكالة الفضاء الاوروبية عن مسابقة بين طلاب الجامعات التكنولوجية في اوروبا، وقد شاركت الجامعة التكنولوجية في زيورخ، ال ETH، بمجموعة من الطلبة وعلي راءسهم طالبة، وكانت موضوع المسابقة هي عمل صاروخ ينطلق الي مسافة ١٠كم من سطح الارض ثم يعود سليماً الي الارض ثانيا. استمر عمل الطلاب مدة شهور عديدة حتي تم تصنيع الصاروخ بتركيباته المعقدة ثم فكه ليتم نقله الي مكان الانطلاق في البرتغال. كان الوقود المستخدم هو غاز الضحك واجهزة اطلاق الصاروخ علي بعد ٦٠٠م من مكان الانطلاق. تم ملئ الصاروخ السويسري بالوقود واستعد الفريق وبدء الاشعال عن بعد ولكن لم ينطلق الصاروخ في اول مرة، باقي المتسابقين استطاعوا اطلاق صواريخهم ولكن معظمها انفجر في الجو. منحت هيئة السباق الفريق السويسري فرصة ثانية بعد ان تبين وجود خطاء بشري في الضغط علي زرار الانطلاق. استعد الفريق مرة اخري وتم ملاء الصاروخ بالغاز ورفع الضغط داخله الي درجات عالية ومن اجهزة التحكم عن بعد تم اطلاق الصاروخ الي ارتفاع ٦,٥ كم ولكنه عاد سليماً الي الارض بعد ان فتحت مظلته وكان هو الصاروخ الوحيد الذي عاد الي الارض سليماً ويمكن استخدامه ثانياً وكاتب هذه السطور شاهد لحظة الانطلاق والعودة الي الارض (صاحب مصانع تسلا للسيارات الكهربائية يرسل صواريخ سياحية تصل الي حوالي ٨٠-١٠٠ كم من سطح الكرة الارضية اما محطة الفضاء الروسية ISS فهي تدور حول الكوكب علي بعد ٤٠٠كم من سطح الكوكب).
منذ بداية هذا العام انطلقت العديد من السفن الفضائية من جنسيات ودول مختلفة الي الشمس والقمر وكوكب عطارد والزهرة والمشتري وغيرها من الكواكب والاقمار.