سحر الجعارة
«الفقه ليس كهنوتاً» هذه العبارة للدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذى يجب أن نُنصت جيداً لكل كلمة يقولها، لأنه يختارها بدقة متناهية ويهدف -من خلالها- لتوصيل «رسالة» محدّدة للمسلمين.. «دور الفقيه إعادة قراءة النص» لكن البعض يريد الإسلام ديناً ذكورياً وليس ديناً إنسانياً.
دين على مقاس أهوائهم ورغباتهم الشخصية التى تبدأ من «استعباد الزوجة» واستنزافها جسدياً ونفسياً ومادياً، وكأنها «أمة مملوكة» له، وأنه إلهها المتوج الذى يملك مصيرها من الفراش إلى القبر!!
لكن الدكتور «الهلالى» يسبح دائماً عكس التيار، هم يحاولون جرّنا إلى عصر الجاهلية وهو يحدثنا عن أن «العرف يرتقى أيضاً إنسانيا».. معذرة عزيزى الزوج: تزوجت من امرأة كاملة الأهلية ولم تستأجر «خادمة»، هذا ما ينص عليه عقد الزواج، و«العقد شريعة المتعاقدين»، وهو ما ورد أيضاً فى كتب الفقهاء، ممكن تتمسكون بتفسيراتهم لتكون حجة فى ضرب الزوجة وهجرها (أو اغتصابها) فى الفراش.. نفس الفقهاء الأربعة الذين تعتزون بحججهم!.
ولكن هى سنة حسنة صار عليه نساء المسلمين منذ بدء الخليقة. لذا يجب على الزوج -أو الرجال عموماً- أن يقدم الشكر والامتنان للمرأة على ما تقدمه له ولأولاده عملياً ولفظياً. وأنهى الدكتور «الهلالى» كلامه، مؤكداً أن بعض الفقهاء أجازوا للزوجة أن تطلب أجراً على خدمة زوجها، لكننا لا نقول ذلك، وإنما ندعو إلى احترام الأعراف والتقاليد المنضبطة.
(الزوجة ليست مأمورة بخدمة زوجها شرعاً).. بل عليك أن تستقدم لها خادمة أو اثنتين، فإن لم يكن دخلك يسمح، فهى سوف تبادر لخدمة أسرتها «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف».. لكنها ربما لن تقبل أن تغتصبها فى فراش الزوجية مرة ثانية، حسب كلام الدكتور «الهلالى».. خاصة إذا أنصفها القانون واعتبر الاغتصاب الزوجى من «الضرر»، الذى يستوجب الطلاق أو العقوبة، لأنك تنسى دائماً: «وعاشروهن بالمعروف».
أكاد أرى لونك الأصفر وصدمتك المروعة وأنت تتحسس جيبك، تبحث عما ادخرته لتخونها فى الخفاء، أو تتعجّل الزيجة الثانية قبل أن يغرّمك القانون أو يسجنك إذا أخفيت الأمر عن الزوجة الأولى.. بالقطع تبحث عن زوجة أخرى تخرجك من حالة الملل والنكد الزوجى «بما يُرضى الله»، لأنك «متدين بالفطرة»، ولا تريد أن تجرح مشاعر أم الأولاد، لهذا سوف تخفى زواجك عليها «يا حرام حتى لا تجرح كرامته».
أضف إلى معلوماتك الدينية ما يقوله الدكتور «الهلالى» من أن علانية الزواج التى طالب بها الإمام «مالك» فى الزواج المعنى بها «ذوى الشأن، أى الزوجة»، معتبراً أن الزواج بالثانية هو «ضرر مادى» للأولى، ينتقص من حقها وحق أولادها فى الميراث مثلاً.. علاوة على احتمالات إنجاب الزوجة الثانية مما يؤثر على الأسرة.. يعنى حضرتك مُلزم بإخبار الزوجة الأولى قبل أن تتزوج عليها (فعليك أن تطبّق القانون).
وأضف إلى معلوماتك أن القانون الحالى يعاقب الزوج والمأذون فى حالة إخفاء الزواج عن الزوجة الأولى.. الزوجة ليست «أسيرة» عندك، لكنك تأخذ من الدين مقتطفات مبتسرة تُبرّر بها هوس غرائزك.
لن أقول لك إن للزوجة أجر إرضاع طفلك، حتى لا تزيد حالة الهلع التى انتابتك، لكنها الحقيقة التى تتجسّد فى «أجر الحاضنة من مسكن ومصروف» عند الطلاق.
اعترف بفضل زوجتك واستدعِ ما تعرفه من قاموس الرحمة فى المعاملة.. فهى تعفيك من مهام جسام.
نقلا عن الوطن