الأنبا إرميا
تحدثت المقالة السابقة عن محاولات لإثارة الزوابع على أهداف «بيت العائلة المصرية»، وعلى ما يقدمه من عمل من أجل سلام الوطن والحفاظ على وحدة نسيجه؛ ومنها محاولة الخلط بين «التآخى» و«الامتزاج»، فى ظل تلك الأفكار التى ينادَى بها لمزج «اليهودية» و«المَسيحية» و«الإسلام» تحت مظلة واحدة أُطلق عليها «الدين الإبراهيمىّ». وقد أوضحت المقالة أنه لا غاية لتلك الأفكار إلا القضاء على كل روح دينية، لاجتزاء فكرة الأديان من على سطح الأرض ودفنها.
إن رسالة «بيت العائلة المصرية»، التى بدأت لأجل «مِصر» وحماية المِصريين من الاندفاع فى براثن الفتن والانشقاقات التى تعرضت لها بلاد عديدة، لَمستمرة فى خدمة الوطن وأبنائه. فمع بَدء عشَرة أعوام جديدة، يضع «بيت العائلة المِصرية» نصب عينيه ما تشهده الدولة من عمل دؤوب لأجل بناء الوطن وتحقيق رؤية «الجمهورية الجديدة مِصر 2030»؛ ما جعل مسؤولى «بيت العائلة المِصرية» يضعون خُطة محورية جديدة طويلة الأمد، لعشر سنوات قادمة، من أهم أسسها:
■ العمل على استكمال البناء والتنمية فى المجتمع، وَفق استراتيـﭼية بناء الإنسان التى أطلقها السيد الرئيس فى مبادرة «حياة كريمة»، مع الاهتمام بالدور التنموىّ لقرى «مِصر»، من خلال قوافل شباب «بيت العائلة المِصرية».
■ توطيد وَحدة النسيج المجتمعىّ، بأنشطة تسعى للنهوض بالفكر والثقافة المجتمعية، من خلال العمل فى كل قرى «مِصر» ومراكزها ومحافظاتها.
■ تفعيل دَور فروع «بيت العائلة المِصرية» بالمحافظات ودعمها؛ لتتمكن من تدعيم الأسرة المِصرية، والتصدى والمعالجة للأفكار التى قد تؤثر سلبًا فى هُويتنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة.
■ تعميق دور ذوى الهمم الخاصة، ودمجهم فى المجتمع بدعم كثيرين منهم من خلال «بيت العائلة المِصرية»، مع دعم مشروعات محو الأمية، والتوعية الثقافية.
■ العمل على تشجيع دَور الشباب وإعطائهم الفرص فى الصفوف الأولى بـ«بيت العائلة المِصرية»؛ لتطبيق الأفكار الذكية التى تتناسب وروح العصر والاستخدام الإيجابىّ للتقنيات العصرية.
وقد قدم قداسة «البابا تواضروس الثانى» منهجًا أصيلاً فى التوعية وبناء الإنسان، للسنوات العشْر المقبلة، محوره «المحبة»، فى خمسة عناصر أساسية: محبة الله، محبة الطبيعة والبيئة مسكننا الأكبر، محبة الإنسان لأخيه الإنسان دون النظر إلى أىّ اعتبار، محبة الوطن الذى نعيش بين رُبوعه، محبة الأبدية التى نشتاق أن نكون فيها.
وفى خضمّ الاحتفالات، لا يسعنا إلا أن نذكر عددًا من الشخصيات التى كانت لها أدوار وطنية عميقة فى إنشاء «بيت العائلة المِصرية»، ودفع العمل به من أجل بلادنا، بل كان لها أعمق الأثر فى تاريخ «مِصر» عامةً. فلا يمكن لذاكرة الوطن أن تنسى قداسة «البابا شنوده الثالث» الذى عاش محبًّا لـ«مِصر»، مرددًا أنشودته الوطنية التى صارت شعارًا للمِصريين: ««مِصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطنًا يعيش فينا». ومن الشخصيات التى كان لها دور مميز فى «بيت العائلة المصرية»، أ. د. «محمود حمدى زقزوق» وزير الأوقاف الأسبق الأمين العام لـ«بيت العائلة المِصرية» السابق، الذى شهِد عهده فتح أفرع لـ«بيت العائلة المصرية»، ونشاطًا كبيرًا للجانه، ولقاءات عديدة بين الشيوخ والقساوسة.
كذلك لا يمكننا أن نغفل مجهودات أ. د. «محمود عزب» مستشار فضيلة الإمام الأكبر، المنسق العام لـ«بيت العائلة المِصرية» الأسبق، الذى كان من المهتمين بثقافة الحوار، وذا دور بارز فى «بيت العائلة المِصرية» وفتح أفرع له بعدد من محافظات «مِصر». ولا يُنسى أ. «أسامة عزت حبيب العبد»، الذى بذل جهدًا كبيرًا فى صياغة لائحة «بيت العائلة المِصرية»، إلى جانب نشاطه وعمله الدائم به.
نطلب إلى الله أن يكلل كل عمل من أجل بلادنا بالنجاح، ويحفظها ويصونها من كل شر. و... والحديث فى «مِصر الحلوة» لا ينتهى!.
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى
نقلا عن المصرى اليوم