حمدي رزق
ممثل مصلحة الضرائب أمام مجلس النواب صرح بأن المسجلين بالتجارة الإلكترونية بلغوا حتى الآن ٣١٦، وأن عدد المسجلين من اليوتيوبر ٣٧ فقط لا غير.
جيد وحسن، ونصدق الأرقام، وأرجو أن تكون الاستجابة الضريبية طوعية، وإذا استحكمت المحاسبة فبالقانون، التهرب من الضرائب جريمة لا تسقط بالتقادم، لكن بالتصالح.
الخبر المهم يفتح قوسين ليضم إلى قوائم الممولين «البلوجرز واليوتيوبرز»، بمعنى أن المحاسبة ضريبية وليست سياسية، كما صورها البعض تهربا من سداد حق الشعب فى ثرواتهم الوهمية (من ضخامة أرقامها).
فتح ملفات البلوجرز واليوتيوبرز الضريبية التى كانت سقطت سهوا من مصلحة الضرائب المصرية، عادل جدا، الموظف الغلبان يدفع الضريبة من المنبع، وملايين يدفعونها ٢٢.٥٪ فى نهاية مارس كل عام عن طيب خاطر.
فلماذا يجاوز بعض البلوجرز واليوتيوبرز التهرب من الضرائب، وهم من يصدعوننا ليل نهار بمقولة «من أموال دافع الضرائب»، طيب ادفع بالتى هى أحسن باعتبارك مواطنا صالحا.
فرض ضريبة على البلوجرز واليوتيوبرز وأشباههم قانون معمول به فى أوروبا والدول المتقدمة، ووفقا للقانون المصرى (٩١) يتم تحصيل الضرائب منهم، والمتهرب فى سياق آخر معلوم للكافة، صفته «متهرب»، وتهرب البلوجرز واليوتيوبرز عن دفع الضرائب يضعهم تحت طائلة القانون، والجهل بالقانون لا يعفى من العقوبة!.
حرف قضية تحصيل الضرائب على البلوجرز واليوتيوبرز، وتحويلها إلى إجراء (كمعى) بالكاف، وتضييق على الحريات، وتفعيص فى المحتوى، كلام ساكت، ميملاش الودن تراب، مصلحة الضرائب فقط تطلب حق الدولة فى إيرادات عن أعمال إلكترونية، ممثل الضرائب لا يَفتئِت على اليوتيوبريين!.
حكومة جلالة الملكة فى إنجلترا أم الديمقراطية تقتطع ضرائبها من البلوجرز واليوتيوبرز، طالما زاد على ١٢ ألف إسترلينى، حد الإعفاء، ولو بث أحدهم إعلانا تجاريا تتحصل على نسبتها المقررة قانونًا.
الخلط والتخليط، الذى يمارسه بعض البلوجرز واليوتيوبرز، خلط حق الدولة فى مدخلاتهم، والحريات، خلط معيب، والتهرب الضريبى بحجة الحرية عار وشنار، كيف تتحدث عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وسيادتك واكل حق الدولة فى بطنك، تحصل حقك وفق كثافة مشاهداتك وإعلاناتك بالدولار ولا تفى الدولة حقها ضرائبيا بالجنيه!.
البلوجرز واليوتيوبرز ليس على رأسهم ريشة، وليس فى القانون إعفاء لمن يحملون وصفى «البلوجرز واليوتيوبرز»، صحيح مهن مستجدة على ثقافتنا التقليدية، لكنهم موجودون فى الفضاء الإلكترونى، ويكسبون جيدا، ونفر منهم تواضعا يحصد ألوفا، لا نقول ملايين، حتى لا يتهمنا أحدهم بالجزافية فى التقدير، نتركها لمأمورى الضرائب، وأخشى ألا تتوافر هذه الخبرات الضرائبية الإلكترونية فى المصلحة حاليا.
وبمناسبة الضرائب على البلوجرز واليوتيوبرز، بحثت عن أصل وفصل المهنة «يوتيوبر» مدفوعا بحب المعرفة، فعلمت أن اليوتيوبريين هم أصحاب القنوات الإلكترونية التى تحظى بجماهيرية كبيرة بين الناس عبر موقع «يوتيوب»، ويوتيوب هو موقع «ويب» يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانا، ومشاهدتها عبر البث الحى، ومشاركتها، والتعليق عليها.. وغير ذلك، وتحقق ملايين المشاهدات، تترجم إلى ملايين الدولارات، وفى هذا يحكى ويتحاكى الشباب.
نقلا عن المصرى اليوم