رفعت يونان عزيز
" المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة "  ( لوقا 2 : 14 )

 حقاًُ المجد لله في الأعالي له كل الشكر والتسبيح والسجود , أن  نعبده بكل تواضع وخشوع ,  نصوم ونصلي بفرح وتهليل , معه نسير ونعيش فبالحقيقة هو الطريق والحق والحياة  الأبدية . ففي متابعتنا لشهود الميلاد من خلال النبؤات وقبل أن نكمل  شهود الميلاد  لأبد أن نعرف جيداً  حقيقة التجسد بالميلاد  كانت خطة الله  . ولابد أن ندرك  أن معاملة الله للإنسان  من أجل خلاصه وفدائه من عقوبة الموت والانفصال عنه  . فقد تنبأ ( ميخا النبي 5 : 2 ) " أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل " فقد تحققت هذه النبؤة لكي يتم أن الله يدبر أمور العالم ويرتب أحداثه ويتمم مقاصده ويحقق نبؤاته  . فلما كانت مريم مخطوبة ليوسف النجار أرسل جبرائيل الملاك من الله لمدينة الناصرة لمريم العذراء ( لو 1 : 26 إلي 38 )  وقال لها سلام لك أيتها المنعم عليها . 

الرب معك مباركة أنت في النساء  " انك ستحبلين  وتلدين أبناً وتسمينه يسوع  " هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الأله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية " وبعد سماعها لكلام الرب وخضوعها له وقولها هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك "  فلما وجد يوسف مريم حبلي وكان رجلاً بارا ولم يشأ يشهرها أراد أن يخليها سراً وفيما متفكر في هذه الأمور ظهر له ملاك الرب قائلاً  ( مت 1 : 18 حتي 24 )  "  يا يوسف أبن داود  لا تخف أن تأخذ مريم أمراتك  لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . فستلد أبناً وتدعو أسمه يسوع . لأنه يخلص شعبه من خطاياهم .

هذا  كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل  ( أشعياء 7 : 14  )  "  هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا . وليتم مقاصد الله وتحقيق النبؤات فقد أوجد إمبراطورا وثنيا شرير كان هدفه يحصي موارد إمبراطوريته الواسعة بشرياً ومادياً  فأمر ( أوغسطس قيصر ) كتابة جميع المسكونة ( لو 2: 1 )  وهذا الاكتتاب الأول  فهذا الإحصاء كما هو ظاهر  قاد يوسف  النجار ومريم للذهاب لبيت لحم قريتهما لأن بيت لحم منبت عائلة يوسف  فهي مسقط داود جده ولأن مريم هي من نسل داود وأجدادها  فنسب كليهما من نسل داود كما في ( لو 1 : 32 ولو 2 : 4 ,5 )  " هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه .

فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته . ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى . هذا الحدث ترتيب وعناية الله لكي يدرج أسم يسوع في السجلات الرسمية التي غيرت التاريخ بعد ذلك ,  لشدة الزحام لم يجدوا مكان سوي في مغارة ضيقة سقفها من فروع وجذوع الشجر تستخدم حظيرة للبهائم  وكان لأبد من المكان حيث كانت العذراء علي وشك ولادة يسوع  .      .    نبذة عن .  قرية بيت لحم الصغيرة  مبنية علي قمة هضبتين ملاصقتين تترص البيوت عليها باللون الأبيض فو قممها محاطة من جهاتها الثلاثة أودية وفيها أشجار الصب والزيتون والخروب وينبسط إلي الشرق منها سهل الراعوت الخصيب الذي كان منه سهم لبوعز جد المسيح . وسميت بيت لحم مدينة داود (أي بيت الخبز لوفرة خصبها  ) ومتي الأنجيلي أسماها بيت لحم اليهودية ( مت 2 :1 ) وهي نفسها بيت لحم أفراتة ( تك 48 : 7 ) تميزاً لها عن بيت لحم زبلون ( يش 19 :5 و 16 ) لذلك تنبأ أشعياء  عن المسيح قائلاً  ( أش 33 : 16 ) "  هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ، وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ " . ويذكر تاريخ المدينة الصغيرة يرجع إلي 4000 الأف سنه وبنيت عليها الملكة هيلانه والملك قسطنطين  كنيسة وتعد من أقدم الكنائس .  

   ((( تابعوا معي مقالاتي عن حصاد عام وميلاد المسيح ... )))