حمدي رزق
تمناها الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، القائم بأعمال وزير الصحة، قالها: «يا ريت يكون عندنا متحور أوميكرون لأنه أقل حدة من المتحور الحالى».
وحدث، وبناءً على نتائج اختبار التسلسل الجينى الذى يتم إجراؤه لجميع الحالات الإيجابية المكتشفة مصريًا، أظهرت النتائج وجود ثلاث حالات إيجابية للمتحور «أوميكرون»، وعزلهم بمستشفيات العزل واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمخالطين!!.
الوزير عبدالغفار فى تصريحاته على قناة «المحور» تحس ان فيه شىء لله، وزير مبروك، أمنياته دعوات، ودعواته مستجابة، تمناها «أوميكرون»، فكانت، وعلى رأى الوزير «اللى نخاف منه مايجيش أحسن منه»!!.
الوزراء فى حكومة المهندس مدبولى نوعان، الأول عَبوس من بنى عبس، مشمئنط من بنى شنقيط، يخشى مرور القطط السوداء من أمام سيارته صباحًا وهو رايح الوزارة، والثانى من بنى لهيان، واثق الخطى يمشى ملكًا، مغتبط دومًا، مشرق، عايش فى الأمانى العِذاب، وأمنياته مستجابة، ودعواته مقبولة، يمسك النار تبرد، بردًا وسلامًا.
من حسن الطالع أن يرزقنا الله بالوزير عبدالغفار، من الوزراء المبروكين، وزير بركة، وهذا ينم عن كفاءة وأهلية واستعداد فطرى لمواجهة الفيروسات، وشعاره الفيروس اللى تخاف منه ما يجيش ألطف منه.
أوميكرون كما وصفه الوزير فيروس لطيف وخفيف، يمكن تَدْجِينُه، واستئناسه، زى القطط السيامى، ومن لطفه حتى الوزير يتمناه، وعلى رأى طيب الذكر «عبدالفتاح القصرى»، ماله أوميكرون، أنا نفسى أتمناه!!.
دكتور عبدالغفار أثبت أنه طبيب أريب، وقارئ جيد لتحورات الفيروس، ومن يوم ما قام بالأعمال فى وزارة الصحة وهو يتعاطى الفيروسات، ويميز هذا فيروس خفيف، لطيف وهذا فيروس ثقيل، سخيف، وهذا نخاف منه، وهذا مفيش أحسن منه، أوميكرون فيروس طيب وابن حلال، أول مرة فى حياتى المعملية أسمع وزير يقوم بالمهام الصحية يتمنى فيروس بعينه، أوميكرون الفيروس المفضل للوزير عبدالغفار، وتفضيلاته الفيروسية «أوميكرون طازج مع بطاطس بيوريه».
التصريح الغريب المستغرب الذى صدر عن الوزير وصدّقته المقادير، ينم عن خبرة معملية فذة، الوزير حويط وعارف كورونا مخَبِّى تحوُّراته فين، لافت للمتابع، كلها ساعات من أمنية الوزير حتى ظهر أوميكرون، جلَا جلَا.
ليس وزيرًا بل حكيمًا، يملك فِراسة المؤمن، وحدس العالم، وتوقعات المَخبَرىّ نطاسىّ من يومه، مَن كان يتخيل ظهور أوميكرون فى مصر، الوزير تمناها، وهذا يُثاب عليه بحقيبة وزارية إضافية.
يُقال إن الدكتور عبدالغفار لا ينظر فى التلسكوبات المجهرية لمعاينة الفيروس، أول ما يشوف الفيروس ع البُعد يحدد المتحور من فوره، يعنى لو المتحور دلتا مع بيتا مع ألفا داخلين على الوزير، يباغتهم: فين أوميكرون؟!، يردون فى نفَس واحد: لم يأتِ بعد، فيرد بثقة العالِم: سيصل حتمًا، وكأنه يعرف موعد وصوله ومستعد تمامًا لاستقباله فى العزل.
شخصيًا متفائل بوجود عبدالغفار فى وزارة الصحة بلاها تعليم عالى، الوزير أثبت أنه خبير فيروسات، وعلاقته بالفيروسات، وأوميكرون تحديدًا، علاقة ودية، وشايفُه من أحسن الوِحْشين، وهذا مُطَمْئِن تمامًا.
نقلا عن المصرى اليوم