سحر الجعارة
1 - قالها بصمته: ما جمعنا لم يكن حباً، كان مجرد «نزوة»!
كم تمنيت لو كرهتك.. لكن الكراهية «علاقة ما»!
هل يؤلمك لو نسيتك؟.. لو تجاوزت الجرح.. ودمى مراق على شفتيك؟
لم تعد جديراً حتى بالألم.. الموتى لا يتألمون.
قطط الشوارع تعبث بجثتك.. وأنت آخر من يصرخ!
بالله عليك: أى لذة فى أن تُؤكل؟.. أن تُذبح قرباناً لآلهة الجنس؟
كم مرة انتحرت فوق جسد غريب؟.. وأطعمت عابرات السرير من قلبك؟
فلم يتبقّ من روحك إلا ذكرى إنسان.
منذ اللحظة الأولى كنت عاجزاً عن استيعابى، كلما أحكمت قبضتك أفر كالضوء من يديك.
لم أكن مثل آلاف القطط أنتظر فحولتك، فلم تجد مهرباً من براءتى وعدت طفلاً.. خائفاً لا يقوى على كسر تابو الجنس.
يلوذ بصدر أمه من عبث الغانيات.. كنت عارياً من الغرور والعناد.
لم أمنحك «التانجو» الذى تمنيته، ولم أهديك القبلة التى اشتهيتها.
ذقت ملوحة دمعك.. وأسقطت حجب الشك عن قلبك.. لكننا لم نصل إلى «يقين ما».
كان قلبى لا يزال محارباً ليحتوى جنونك وحيرتك.
لا.. لم تكن «نزوة»!
2 - كنت ألمح صورتها.. بين ثنايا عمرك: إنها المرأة الأولى.. تمثالك المقدس.
شكّلتها من صلصال.. ونفخت فيها من روحك.
لتعتنق الأفكار نفسها، تقرأ طالعها فى الجريدة نفسها، تعبد أصنامك التى هوت.
فى تلك اللحظة البعيدة، اغتصبت بكارة عقلها.. منحتها جنونك وتمرّدك.
تقمّصت دور الإله.. وكبّلتها بسوار عبوديتك!
لم تكن إلهاً يا صاحبى، بل كانت صاحبة معجزتك الوحيدة: «ولد من صلبك».
ولد لا يشبه «دوكينز»، ولا يشعل فتيل «ثورة».
لأنه كان طفلاً.. فهدمت المعبد فوق رأسها.. تمثالك أفسد «اللعبة» فضمائر «الملكية» تذبح رجولتك.. تمرد التمثال، نهض من الانحناء الطويل..
ملّ السجود لإله من «ورق»، فاستحق لعنتك: أنت طالق!
3 - لم تنضج بعد يا «صغيرى» لتصبح ثائراً أو عاشقاً!
ما زلت مصلوباً على حلمك القديم: عدالة فى وطن منهك، وحزب مهترئ يبحث عن الشرعية.. تسمع غناء الصبايا لسنابل القمح.. ترى زهرة القطن تداعب أنوثتهن.
تفتش عن روحك الضائعة بعدما طعنوا حلمك.. وخنقوا صوتك بنجاح عابر.. واعتقلوا نزقك وشبقك خلف «حجاب»..
وأقاموا حد الحرابة على عقلك.. جلدوك فى ألف كتاب.. ولعنوك بكل دعاوى «الحسبة».. فلم يتبقّ لك إلا «امرأة».. أى امرأة!!
تخرج من دينها، فتستعيد بها ألوهيتك.. تهجر بيتها فترد لفراشك ذكورته.
وكأنك تواجه المجتمع من «الحرملك».. أو أن حضنك مقبرة الثائرات.
ما أشبهك بمرجع مهمل يبحث عن «جاهلة» تقرأه.
4 - أنت تموت بالاهتمام.. أو بالتجاهل.
لكنك لم تمت حباً.. ولم نُصب بالسكتة الجنسية!
زعامتك أبت أن تكون مجرد «رجل» مع أنثى لا تجيد دور «الفريسة».
مهرة عصية على الترويض حرمتك حتى «التجربة».
كان يكفى أن تقترب.. لتحترق!.. يكفى أن تحترق.. لأبعثك مرة أخرى.
فكانت حيلتك «الطفولية» أن تتمرد علىّ أنا.
وكأننى سلطة الرب وقهر السلطة وقضبان «المؤسسة».
أو أننى «شجرة الدر»، التى اصطفتك لتجلس إلى جوارها.
وأنت طفل أنانى يريد سلطة مطلقة لينفرد بالعرش، ويعدل العباد يمنحهم فيضاً من نوره وعلمه!
لم أقبل بـ«الشهادة» رجماً بـ«القباقيب».. أو طعناً بسهم امرأة أخرى!
فأنت لم تكتمل تماماً.. لتصبح فارساً أو نبياً.
أنت مجرد «مراهق» يحتاج إلى وصاية امرأة تحجر على قلبه.
غلّف ما تبقى من قلبك بأوراق الورد.. ووزّعه على البائسات.. فأنا أفضّل الهزيمة عن الوصاية على عرش وهمى.
نقلا عن الوطن