بقلم: مجدي محروس
منذ سنوات طويلة لا اتذكر عددها بالضبط وفي اورقة الكلية حيث كنت ادرس وقفت امام صحيفة حائط, كانت صحف الحائط انذاك تصدر بموافقة الامن ولا يمكن ان تنشر اية مواد "محظورة" –وقفت امامها لأقرأ مواضيعها لعلي اجد موضوعا شيقا
وقع عيني على مقالة بعنوان "فتح القسطنطينية" قرأتها كانت مقالة تتغنى بهذا الحدث والذي من وجهة نظرها حدثا تاريخا رائعا مبهرا وانتصار كبير للأسلام وللمسلمين.
لا اتذكر كم من الوقت وقفت مشدوها للأفكر في هذه المقالة فالافكار كانت تتلاحق في عقليوالتساؤلات تتابع كسيل جارف. فهل هذا "الفتح" حدثا نبيلا؟ وكل الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين العزل ماذا كانت؟ وما موقفي انا كمسيحي تجاه ذلك؟ ان من كتب هذه المقالة هم زملائي في الكلية وربما في الحي او المدينة –هل استطيع ان اثق في صداقتهم ومعاشرتهم وجيرتهم بعدما علمت رأيهم بهذه الغزوة المباركة؟
ماذا يحدث لو سنحت الفرصة لهؤلاء لتكرار هذا؟ ماذا سأفعل؟ وان كنت مثلا في الخدمة العسكرية-هل كنت لأساعدهم في ذلك؟ وهل عندما يهمون بفعل ذلك هل سيطرودنني من الجيش؟ وتتلاحق الاسئلة في ذهني . تتلاحق مثل سيل جارف لا استطيع منعه وتتواصل اين الرحمة في تفكير هؤلاء؟اين الاخلاقيات التي ترفض الاعتداء على الاخرين؟ كان هذا الموقف وهذه التساؤلات هي نقطة تحول في تفكيري ورؤيتي للقضية القبطية واصبحت ارى الاشياء اكثر وضوحا.
ان ما حدث من جرائم في القسطنطينية مازال ذكراه نفوس اهل هذه البلدان. ولا يمكن انكارها او تبريرها-فهل يوجد سبيل للعيش المشترك-ام هذه مجرد اوهام وخيالات تصدم بصخرة الواقع؟