مؤمن سلام
من أهم عيوب الأفكار الدوجمائيه اللي بتقوم على الأفكار المقدسه، هو رفض الإعتراف بأى أخطاء في المقدس ده. يعني أصحاب الأيديولوجيات الدوجمائيه زى الشيوعيه، بالرغم من انهيار التجربه الشيوعيه في العالم كله، لسه مقتنعين ان النظريه الشيوعيه صح وان العيب في تطبيقها، كمان الإسلامجيه حتلاقيهم دايمن بيقولوا العيب مش في التراس الإسلامي، العيب في المسلمين.
 
للأسف بدل ما نحارب الفكره دي، فكره "العيب مش في النظريه، العيب في التطبيق"، حتلاقيها للأسف بتتوسع وكل حد مؤمن بأى فكره بيرفض الإعتراف بأى خطأ فيها، لدرجت إن الموضوع وصل للغه، فدلوقتي بأه في ناس بتقول ان العيب مش في اللغه العربيه، العيب في اللي بتكلموها.
 
والحقيقه إن رفض كهنه العربيه الاعتراف بوجود مشكله في اللغه العربيه، مش دفاع عن العربي بقدر ما هو دفاع عن سلطتهم الكهونتيه على اللغه العربيه وعلى المتكلمين بيها. لأن الاعتراف بوجود مشكله في اللغه العربيه، معناه ببساطه ان كهنه اللغه فشلوا في تطويرها وتجديدها عشان تقدر تجاري التغيرات العلميه والتكنولوجيه اللي بتحصل بسرعه الصاروخ من حوالي 50 سنه.
 
اللي الكهنه مش مستوعبينه ان الجمود والانغلاق على اللغه العربيه في صورتها القديمه مش بيحميها بالعكس بيدمرها ويقضي عليها، وإن الجمود ده بيفتح المجال أكتر وأكتر للغات المحليه زى اللغه المصريه الجديده، ومش بس كده، ده بيفتح المجال للغات الأجنبيه وأولها الإنجليزي.
 
وحابب هنا أفكرهم إن في بدايات القرن العشرين كان في دعوات من مفكرين كبار ان العربي يتكتب بالحروف اللاتينيه، وأمت الدنيا وما اعدتش، وماتت الدعوات دي، دلوقتي بعد حوالي 100 سنه ومع ظهور التكنولوجيا الحديسه، بأه عندنا أجيال بتكتب العربي بحروف لاتينيه، رغم ان الدعوه دي ماتت من زمان، ومحدش بيدعي لها دلوأتي، وكل الدعوات هى لإستخدام اللغات المحليه اللي نجحت في التطور واستيعاب المصطلحات العلميه والتكنولوجيه وادماجها في لغه المجتمع، بدل العربي اللي لسه بيدور على ترجمات لمخترعات ظهرت من خمسين سنه على الأقل. وهنا لازم كهنه العربي يجاوبوا على السؤال، مين اللي خلى الأجيال دي تكتب العربي بالحروف اللاتيني؟ أكيد مش عبد العزيز باشا فهمي ولا سلامه موسى ولا طاها حسين، لأنهم ماتوا من زمان، وكمان الأجيال دي أغلبها ما تعرفش المفكرين دول من الأصل.
 
في النهايه لازم تعرفوا ان محدش يقدر يسيطر على طريقه كلام الناس في الشارع، وان لغه الشارع هى اللي بتنتصر في الأخر، ويمكن احنا بنشوف ده دلوأتي، في تغيير لغه الإعلام والسقافه ومن أبلهم الفن، في اتجه اللغه المصريه الجديده لأن هدف كل مبدع هو توصيل رسالته للناس مش انه يكلم نفسه وزمايله المسقفين، فالشارع هو اللي بيصنع اللغه مش النخب اللي عايشه في ابراج عاجيه.