أشرف حلمي
في مثل هذه الأيام من كل عام يخرج علينا العديد، من اللذين ما يطلق عليهم علماء الفتوى بالدول العربية، الإسلامية وغيرها في دول العالم خاصة بمصر بإصدار الفتاوى الخاصة بالتهنئة بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وغيرها من الأعياد التي تخص غير المسلمين، وهناك أديار للإفتاء بمعظم الدول يترأسها مفتي الدولة، إلا أن المفتي في الدول الغربية لن يستطع إصدار مثل هذه الفتاوى، لأن المجتمع الذي يعيش فيه قائم على مبدأ المواطنة وحرية العبادة والاعتقاد، طبقاً لمبدأ التقية، لذا ذهبت الإفتاء في معظم الدول الإسلامية والعربية وفرضت نفسها واصياً شرعياً على شعوبها تشرع لهم الحلال والحرام وتخطط لهم معاملاتهم وتوجهاتهم كما لو كانت هذه الشعوب أمية وجاهلة بالدين تحتاج مفتي لكل مواطن ، فهل تحتاج العلاقات الإنسانية ، الاجتماعية والدولية فتاوى شرعية ؟! .

فقد أصدرت مؤسستا الأزهر ودار الإفتاء المصرية العديد من الفتاوى بمناسبة أعياد الميلاد السنوية وذلك للتأكيد على أن تهنئة الأقباط جائزة شرعاً، وذلك بالتزامن مع فتاوى السلفيين التي تحرم التهنئة بأعياد الأقباط، ولكن في الأعوام الأخيرة لاحظنا اختفاء السلفيين من الساحة، بينما خرج علينا نوعية أخرى ذات الهوى السلفي أطلق عليهم "حراس الفضيلة" أمثال الإعلاميين والفنانين وغيرهم، اللذين قاموا بدور شيوخ السلفية، ووجهوا سهامهم إلى مهرجان الجونة السينمائي ونقدوا ملابس الفنانات بوصفها شبه عارية، فيما لم ينطق أحد منهم لدى ارتداء الفنانات المشاركات بمهرجانات القاهرة وجدة السينمائي لملابس مشابهة لمهرجان الجونة، ومؤخراً قامت أحد الفنانات المعتزلات من اللذين أدوا العديد من أدوار الإغراء بالسينما المصرية، بإصدار فتوى بعدم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد.

متى سيتم إيقاف إصدار مثل هذه الفتاوى الموسمية الخاصة بأعياد المسيحيين من جانب قيادات دينية تابعة لمؤسسات الدولة؟! خاصة بعد ثورة يونية التي شارك فيها الشعب المصري بجميع طوائفه، وجاءت بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحاول جاهداً بقيام دولة المواطنة، أليس حضور السيد الرئيس قداسات أعياد الميلاد بالكاتدرائية ومشاركة المسيحيين التهنئة بالعيد، خيراً بألف فتوى، أم أن هذه الفتاوى يمكن أن تتغير أو تلغى بتغير الزمان والظروف أو بتغير النظام.

أود أن أتقدم بالتحية إلى كل إنسان متنور في أي مكان مهما كان جنسه، دينه ولونه يقوم بمشاركة أخيه الإنسان في السراء والضراء، مشاركته الأحزان والأفراح، الأعياد الدينية والقومية، أنها المواطنة الحقيقية التي يحلم بها المواطن المصري تحت شعار الدين لله والوطن للجميع.