رجل في الخمسينيات من عمره، يمكث ساعات عديدة في عيادته الموجودة في حي شعبي بسيط قبل أن تنقل إلى أحد الأماكن الأخرى، لم يتخلَ يومًا عن المحتاجين من أهل بلدته «دمياط»، لذا تُرسل إليه العديد من الحالات غير القادرة ماديًا من خلال أصدقائه ومعارفه، ليقدم إليهم ما في وسعه من خدمات وكشف مجاني، ليفتح أبواب عيادته لكل صاحب مرض امتلك نقودًا يدفعها أم ضاقت به السبل.
الدكتور حسام الصعيدي، استشاري أمراض العيون ومدير مستشفى الرمد بدمياط، يبلغ من العمر 51 عامًا، حاصل على الماجستير منذ أكثر من 20 عامًا، رسخ حياته المهنية في خدمة المساكين، يأتي إليه المرضى ليقدم إليهم كل المساعدات الخيرية لكل من يستحق، قائلًا خلال حديثه لـ«الوطن»، «الأصدقاء والمعارف لو هما عارفين حد غلبان محتاج المساعدة من خلال عيادتي، بيحولوها على العيادة عندي أنا بكون مبسوط وأنا بعمل كدا ومعنديش مشكلة إني أساعد الناس الغلابة وبعمل كدا على قد ما بقدر».
حسن معاملة الطبيب للناس الغلابة
الرجل الخمسيني أكد أنه يحرص دائمًا على حسن معاملة المحتاجين ومراعاة حالتهم النفسية وظروفهم المادية، «بتبقا الحالة جاية في خجل كدا ومكسوفين.. على قد ما بقدر بحاول أعامله أحسن معاملة وبياخد دوره في العيادة زيه زي اللي دافع فلوس بالظبط»، مشيرًا إلى أنه يحرص دائمًا على تقديم العلاج إليهم، وذلك من خلال العينات الطبية المجانية التي تأتيه من قبل مندوبي المبيعات الطبية، إذ لم يتوفر دواء مجاني يحرص دائمًا على كتابة دواء بأقل تكلفة، مختتمًا حديثه بأن هناك حالات تتحول معه إلى صداقات بالنسبه إليه.
توصيات والده
أيمن الحجري، أحد أهالي دمياط ومن جيران الدكتور حسام، قال: «والده كان راجل طيب جدًا ووصاه لما كان لسا طالب في كلية الطب على الناس الغلابة، قاله خد بالك منهم ولو جالك حد من غير فلوس مترجعوش»، موضحًا أن سعر كشفه بسيط للغاية وذلك على حسب توصية والده الذي كان يعمل موظفًا في إحدى المصالح الحكومية.
بدأ الصعيدي حياته المهنية في عيادة بسيطة في حي شعبي، ثم نقلها إلى أحد الأبراج ومع ذلك مازل يستقبل الحالات الغير قادرة يوميًا، ولم يتذمر أو يرفض أحد في مرة، «ببعتله في اليوم حوالي 5 حالات وساعات 6، واللي محتاج نضارة ومش معاه فلوسها الدكتور حسام بيعملهاله على حسابه واللي حالته بتحتاج عملية بيعملهاله وبيساعد فيها بقدر كبير جدًا»، حسبما قال الحجري.