حمدي رزق
ما أعلنته السفيرة «نبيلة مكرم» وزيرة الهجرة، عن إطلاق أول وثيقة تأمين للمصريين بالخارج، تتعلق بـ «شحن الجثامين» وتعويض الأسر التى فقدت أبناءها، خبر معتبر.
مهم حفظ الكرامة الإنسانية لأبنائنا فى الخارج، إذا حُمَّ قَضَاء الله وَقَدرُهُ، فَإِذا جاء أَجَلهم، فلا يتركون فى عراء الغربة دون غطاء تأمينى وطنى محترم.
وزيرة الهجرة، «فى صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، وجهت الشكر لوزير الداخلية، ورئيس الرقابة المالية، ورئيس الاتحاد المصرى للتأمين، لتعاونهم فى تنفيذ واستصدار هذا الطلب التأمينى الملح والذى بُحّت بشأنه الأصوات فى الخارج، وصادفت من يصيخ السمع ويتعهد بالتنفيذ الأمين وبهمة وحماس (ليس أكثر حماسا من النبيلة نبيلة وزيرة الهجرة للمصريين فى الخارج، ليس من مفهوم وظيفى بل لقناعة تامة بدورها ووزارتها فى رعاية أبنائنا فى الغربة).
أزمة وفاة المصريين بالخارج، كما تقول الوزيرة، تمس قلوبنا جميعا، فضلا عن الأعباء المالية المترتبة عليها، ما يقصم الظهور المحنية من أثر الفاجعة، فضلا عما يصيب الأسر من ضياع وتشتت، ما يسمى خراب البيوت المستورة.
الوثيقة تؤمن رحيلا محترما، وتعالج آثار ما بعد الفاجعة، الموت يأتى بغتة، وليس كل الأسر مستعدة للمصاب الأليم، وكم من مآس سمعتها، وشاهدناها تصيب بعض أبنائنا فى الخارج، أحيانا يتسولون ثمن تذكرة الشحن فى المراكز الإسلامية، وعلى ظهر النعش المسجى أمامهم.
وكم من حكايات محزنة تروى بمرارة وحزن، مرت بنا ونحن يلفنا العجز عن الغوث، ولولا التعليمات المستدامة من وزير الخارجية المحترم «سامح شكرى» لسفاراتنا وقنصلياتنا فى الخارج بالمتابعة والتيسير فى مثل هذه الحالات الطارئة لكانت القصص أشد إيلاما.
الوثيقة التأمينية اختيارية، وتمول إلكترونيا بقدر مالى مقدر ومعلوم، جار تثمينه من خلال الرقابة المالية والاتحاد المصرى للتأمين فى شكل صيغة تمويلية لا تشكل أعباء ثقيلة على إخوتنا فى الخارج.
الوزيرة لديها تفاصيل أكثر وستعلنها فى حينه، والأفكار الطيبة كثيرة، والرغبة متوفرة، وحماس الوزيرة وفق إرادة سياسية متحققة، كلها تؤشر على إنجاز واجب وطنى تجاه أولادنا فى الخارج.
الوزيرة نبيلة تجتهد فى تلبية حاجات المصريين فى الخارج، وتستجيب لأفكار نيرة تستقيها من خلال علاقاتها الطيبة بالمصريين فى العواصم الخارجية، والوثيقة التأمينية تصدر بناء على مقترحات من المصريين العاملين فى دول الخليج تحديدا، وتم تطوير المقترح فى وثيقة صالحة لكل المصريين فى الخارج تضمن عودة الجثامين بكرامة، ورعاية أسر المتوفين بعد الجنازة الكريمة.
مطلوب إسهامات مقدرة من الحكومة والمجتمع المدنى ورجال الأعمال وصناديق الزكاة، لدعم الوثيقة ماليا مع إطلاقها، لتوفير وقود حيوى لانطلاقة قوية تستقطب غالب المصريين فى الخارج.
ولا أشك فى نجاح مثل هذه المبادرات، ومتوالية استجابات وزيرة الهجرة مقدرة داخليا وخارجيا، وفق توجيهات رئاسية بابتداع منظومة وطنية متكاملة تهدف لربط المصريين فى الخارج بالوطن الأم، وليس أحن من قلب الأم، سيما لو كانت فى طيبة مصر وأهلها الطيبين.
نقلا عن المصري اليوم