طارق الشناوي
أحترم شخص د. مبروك عطية إلا أننى أختلف تماما مع رأيه فى تقييم الفن بالإباحة أو المنع طبقا للمعايير الدينية.
لا يوجد داعية إسلامى على مدار التاريخ إلا وقال مثل مبروك عطية (ليس كله حراما)، أنور وجدى كان بصدد تقديم أول أفلامه كمخرج (ليلى بنت الفقراء) والتقى صدفة بالمرشد المؤسس لجماعة الإخوان حسن البنا، وسأله عن رأيه فى الفن، وكرر نفس الإجابة حلاله حلال، وقدم بالفعل أنور أوبريت (المولد) داخل الفيلم وغنى فيه الشيخ زكريا أحمد (دويتو) مع ليلى مراد لبت بنت النبى، وكانت لاتزال ليلى قبل تسجيل الأغنية عام 46 تدين باليهودية.
الشيخ متولى الشعراوى، وأيضا محمد الغزالى وحتى الشيخ كشك الذى كان دائم السخرية من أم كلثوم وعبدالحليم، إلا أنه لم يحرم الفن، يتركون دائما هامشا. هذا التقييم له مرجعية واحدة (الحلال والحرام)، بينما مرجعية الفن علم (الاستطيقيا) الجمال، هل الأدوية تنتظر فتوى من الأزهر الشريف أم من المؤسسات الطبية؟ قبل عشرين عاما لاقت طالبات حتفهن فى إحدى الدول الإسلامية عندما اشتعلت النيران فى المبنى، وبعد وصول رجال المطافئ، تسأل أحدهم هل يجوز أن يدخل رجال غرباء على فتيات ربما أكلت النيران ملابسهن؟ وجاءت الإجابة كلا وحاشا لله، ولقيت الفتيات بنار الفتوى حتفهن حرقا وخنقا.
يقول د. مبروك لتأكيد استنارته إنه دارس لعلم العروض ورأيه مثل (عباس محمود العقاد) ضرورة الالتزام الحرفى بالبحور الشعرية، وأقول له إن الخروج على القاعدة فى أحيان كثيرة يصبح هو القاعدة، كما أن دائرة الفن ليست كلها قائمة على ضبط (التفعيلة).
أمنح نفسى فرصة أن أرسل لمولانا بضعة أسئلة، سأحترم صمته أو امتناعه، فقط لا أريد إجابة مراوغة.
قال الشيخ الشعراوى لحسن يوسف عندما منعه من تقديم أدوار بها زواج أمام الكاميرا مستندا إلى حديث ذكره له الشعراوى ما معناه (جده جد وهزله جد) يقصد الزواج، قال حسن يوسف إنه تزوج أمام الكاميرا على الأقل عشرين من النجمات الفاتنات، فأجابه الشعراوى منذ هذه اللحظة يعتبر محرما شرعا، وبعدها توقف حسن يوسف عن الزواج دراميا، هل هو مع تحريم الزواج الدرامى؟.
أفلام ليلى مراد ومحمد فوزى وفريد الأطرش وعبدالحليم (الأبيض والأسود) وغيرهم بها عدد ضخم من القبلات وأيضا المايوهات، ما الذى سيفعله لو منحوه مقصا وقالوا له طبق الشريعة على هذه الأفلام؟.
ما رأيه فى هذا البيت الشاعرى الذى كتبه أبوالقاسم الشابى وصار نشيدا قوميا للدولة الحبيبة (تونس) وكان مقررا علينا فى المرحلة الابتدائية (إذا الشعب يوما أراد الحياة/ فلابد أن يستجيب القدر)، عدد من الشيوخ حتى من كانوا يطلقون عليهم، خطأ، مستنيرا، يقرأه على نحو خاطئ أنه ضد القدر.
وما رأيه أيضا فى بيت الشعر (قدر أحمق الخطى) الذى غيرته دار الأوبرا ليصبح (قدر واثق الخطى)!!.
الشيخ الغزالى أدان (أولاد حارتنا) واعتبرها تمس الأديان فهل يبيحها؟.
هل يستمع مولانا إلى أم كلثوم وهى تغنى (أنام وأصحى على شفايفك).
وما رأيه وهى تتغزل فى حبيبها (يا أرق من نسمة وأجمل من ملك) أو وهى تقول (اسقينى ياللى من يوم ما شفتك، حسيت كإنى اتخلقت تانى).
أكرر: أنتظر من الشيخ مبروك عطية إجابات قاطعة وليست مراوغة!!.
نقلا عن المصري اليوم