محرر الأقباط متحدون
استراحت في الرب أمس الأخت إنصاف، وهي وحيدة تمامًا، جاءت إلى المنيا في عمر خمس سنوات، وعاشت في دار القديسين يواقيم وحنة، وتنيحت عن عمر جاوز التسعين عامًا. حضر جنازتها اثنا عشر فردًا فقط، هم خمسة من المكرسين وخدام الدار، واثنان من محبيها.
ومما يلفت الانتباه أنها كانت محرومة من السمع والنطق، وكانت تحيا كطفلة لا شر فيها، ولا شهوة ترزح تحتها، لا خصومة ولا مطالب، لا قنية ولا مال، عاشت بشكر ودون تذمر. ولكنها تساوت عند موتها بالأمراء والأثرياء وملكات الجمال، تساوت مع الفلاسفة وحكماء هذا الدهر، وفي النهاية سيقف الجميع أمام كرسي الديان، وسوف يكافئها الله في ملكوته، حيث لا إعاقة ولا ضعف سواء نفسي أو جسدي، ويعوضها عن الأرضيات والفانيات والزمنيات، بالأبديات والباقيات والسمائيات، وسوف تتقدم على كثيرين ممكن ضجّت بهم الحياة ههنا.
نيح الله نفس هذه الأخت الطيبة البارة في الفردوس، وعوض كل من كان له تعب معها.