بابا الإسكندرية : هو لقب يطلق على رؤساء أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية)، وبابا هي في الأصل كلمة قبطية تنطق " بى آبا " وتعني الأب، ويقال أن أول من دعي بهذا اللقب هو القديس انيانوس البطريرك الثاني لكرسي الإسكندرية الرسولي.
وبابا الإسكندرية هو أسقف الإسكندرية تثبَّت هذا بقرار من المجمع المسكوني الأول بنيقية عام 325 م. وهو رئيس المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلى سلطة في الكنيسة الإسكندرية.
وكلمة الكرازة المرقسية تعني أن المسيحية دخلت مصر بكرازة مار مرقس، والكرازة تعني التبشير، فمار مرقس بدأ دعوته بالتبشير في منتصف القرن الأول الميلادي ، ورغم أن المقر البطريركي تم نقله للقاهرة فإن اللقب لا زال يُستعمل للدلالة على أن التبشير بالمسيحية في مصر بدأ من الإسكندرية.
ومنصب البابا هو ارفع منصب كنسي وهو المسئول الأول عن رعاية الشعب روحياً لذا يلقب براعي الرعاة "أي الاساقفه والكهنة" ومن ثم كان من الحتمي والضروري أن يتم اختيار قائمة الناخبين الذين لهم حق التصويت في الانتخابات البابوية المقبلة لاختيار البطريرك 118 بدقة متناهية وعناية فائقة ورؤية وتمهل وروية وتفكير عميق ويجب أن يكون هؤلاء ذوي حكمة ووقار ومتعقلين ومشهود لهم بالحكمة والفطنة والذكاء والبصيرة والغيرة علي الكنيسة ويحيون حياة روحية تتفق وتعاليم المسيح والإنجيل وبلا لوم. ولأن الناخبين يكونوا من بين الاراخنة ، فدعونا نسأل أنفسنا من هو الارخن؟
هو شخص قد لا يكون قد حصل على أي رتبة كنسية حتى رتبة شماس لكنه له دراية كاملة بكل الأمور الكنسية من لاهوتية وطقسية وقانونية ومعرفة بالكتاب المقدس، وهو شخصية مرموقة لها مهابتها في وسط الشعب. مثل هذه الشخصية يكون قادرا على المشورة الحسنة، ويكون قادراً على تنبيه الأسقف عندما يخطئ والعمل على محاسبته طبقاً للقانون من خلال القنوات الشرعية للكنيسة كما أنه هو الذي يدبر ويوجه الشعب لاختيار الراعي الصالح.
ذلك هو الارخن فهل الأسماء الموجودة فى كشوف ناخبي البابا الجديد ينطبق عليها هذا الكلام ؟ الإجابة قطعاً بـ "لا" ، وذلك لأن تلك القائمة احتوت علي كثير من الأسماء التي يثار من حولها الكثير من اللغط والجدل والأقاويل ومن ثم التقي وفد من" حركة أقباط بلا قيود " بنيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة قيد الناخبين وتقدم الوفد بمُذكرة تتضمن معلومات عن بعض ممن وردت أسماؤهم بكشوف الناخبين، وترى فيهم الحركة أنهم غير مؤهلين لتمثيل الشعب القبطي في عملية الانتخاب، التي تُعد خطوة أساسية تُمهد للقرعة الهيكلية التي ستُتحدد من خلالها هوية البطريرك المُنتظر.
واعترضت الحركة على قيد بعض الشخصيات في كشوف الناخبين، بوصفهم من «الأراخنة» (وجهاء الأقباط) وبعض الشخصيات العامة ممن عُرف عنهم «مُمالأة» السلطة على حساب الشعب القبطي وحقوقه، والذين قالت الحركة إن منهم من «تنكر لأسس الإيمان الأرثوذكسي القويم، من خلال كتابات أو تصريحات أدلى بها للصُحف وفي وسائل الإعلام».
ومن أسماء الناخبين التي يثار حولها الجدل
- رجل الأعمال (هـ. ع) ، والذي رفض البابا شنودة الثالث أن يكون متحدثاً باسمه وأصدر بياناً أثناء وجوده بالخارج للعلاج بعدم الاعتداد بأي تصريحات تصدر عنه بصفته متحدثاً باسم الكنيسة فكيف يكون متحدثاً بلسان كل الشعب القبطي وممثلاً عنه في اختيار المُرشح لكرسي البابوية؟
- اللواء (ن. ل. ب) وهو الرجل الأكثر كراهية لدى الرأي العام القبطي، والمعروف بنفاقه غير المسبوق والذي تمثل في ممالئة السُلطة على حساب الأقباط ودماء شُهدائهم، فضلاً عن كتاباته التي تُغازل إخواننا المُسلمين لكنها في الوقت نفسه تحمل مغالطات إيمانية تمس صميم العقيدة وصُلب الإيمان الأرثوذكسي القويم.
- المستشار السابق (ن . ج) وهو أحد أهم المُتاجرين باسم الكنيسة وبقضايا الأقباط ، وهو الذي قطع الطريق على غيره من المُحامين الشُرفاء في كل قضية تمس الشُهداء والقاصرات دون أن يبذل قطرة عرق واحدة في الحصول على حق أي منهم، وتاريخه كله لا يوجد به قضية رد فيها حقاً لأصحابه، فقط التربح على حساب هذه الحقوق وأصحابها من كل حدب وصوب.
- السيدة (ن. م . ي)، وللأسف لم تتورع السيدة الفاضلة عن التشهير بالكنيسة وباسم أبينا قداسة البابا شنودة الثالث بعد نياحته، وأعلنت على غلاف صحيفة "الموجز" أن قداسة البابا قد مات مسموماً بيد سكرتيره الخاص، وهو الأمر الذي كان لابد وأن يواجه بموقف قانوني وكنسي حازم تجاهها، ولا أقل من رفع أسمها من كشوف الناخبين..
- السيدة (ل. ت) والمعروف عنها ارتباطها بزيجة غير مسيحية (متزوجة من رجل مُسلم)، وهو أمر لا تُقره ولا تقبل به القوانين الكنسية، ومع ذلك تمت تزكيتها للمُشاركة في انتخاب المُرشحين للكرسي البابوي!
وأيضاً (م . ج . م) وهو رجل قضى حياته كلها بالخارج ويحمل أكثر من جنسية، فكيف يُصنف كأرخُن للأقباط وعن أى أبراشية، فضلا عن اسمه الحقيقي الذي يجتهد دوماً في إخفائه أكبر دليل على انتمائه وخلفيته الحقيقية التي تتعارض مع شرط أن يكون الناخب قبطي أرثوذكسي وثيق الصلة بالكنيسة القبطية، هذا بالاضافه إلى انه مسيحي من أصل أرمني، وله زواج سابق تم فسخه بالطلاق بطرق احتيالية بعيداً عن الكنيسة كما انه شهد على نفسه في لقاء مع قناة أون تى فى بأنه عمل لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بى أى)، وشهد عنه عشرات النُشطاء المعروفين بالمهجر بأنه عميل أمنى دسته الأجهزة الأمنية لضرب الحركة القبطية بالخارج.
- اللواء (م.أ) محافظ قنا السابق وقد كان تعليق قداسة البابا شنودة عند سؤاله عن رأيه في هذا المحافظ هو أنه "محافظ على البعد عنى"، كما كان له العديد من المواقف المخزية منها: موقفه من مذبحة نجع حمادي ووصفه لها بأنها حادثة عادية!! وتعنته في معاملة الأقباط في قنا حتى يكسب ود المسلمين!! وتعنته في ترميم كنائس قنا حتى وقع سقف كنيسة وكاد أن يسبب كارثة!! ووصفه لشهداء ماسبيرو بأنهم لا يمثلون المسيحيين!! وتصريحاته المتكررة أنه لا توجد مشاكل للأقباط، علي عكس الحقيقة والواقع الفعلي!!
أما عن المرشحين
بداية اذكر نفسي وأذكرك -عزيزي القارئ- أن منصب البابا كراعي للرعاة ليس بالمنصب الهين ولا البسيط ولا الشرفي، بل هو مسئولية جسيمة وخطيرة للغاية ومن يدرك جسامته وأهميته وخطورته نجده يجتهد للهروب منه لا للسعي إليه، فدم جميع أفراد الرعية يطلب من يده!! ومهمته أن يسهر بصلاة حارة ودموع غزيرة علي الرعية ويفتقدها ويرعاها ويشفق ويحنو عليها، بل وأن يقدم نفسه طواعية ويبذلها من أجل الحفاظ علي أولاده وبناته، مهمته أن يبحث عن الخطاة والضالين وسط البراري والقفار والأشواك ليردهم إلي طريق الإيمان!!
- من يضعف وأنا لا اضعف.من يعثر وأنا لا التهب. كورنثوس الثانية 11 :29
- أنا هو الراعي الصالح.والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. يوحنا 11:10
- إذا قلت للشرير موتا تموت وما أنذرته أنت ولا تكلمت إنذارا للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرير يموت بإثمه أما دمه فمن يدك اطلبه. حزقيال 3 : 18
- والبار أن رجع عن بره وعمل إثما وجعلت معثرة أمامه فانه يموت.لأنك لم تنذره يموت في خطيته ولا يذكر بره الذي عمله.أما دمه فمن يدك اطلبه. حزقيال 3 : 20
- إذا قلت للشرير يا شرير موتا تموت.فان لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه.أما دمه فمن يدك اطلبه.
حزقيال 33 : 8
- واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وأرعاها بعدل. حزقيال 34 : 16
- أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لان هذا غير نافع لكم عبرانيين 13 : 17
ولذلك نجد أن تاريخ الكنيسة يخبرنا أن معظم البطاركة كانوا يهربون من الكرسي ومن الكرامة وقد جاء
في كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة للقس العلامة بن كبر كاهن المعلقة في القرن الثالث عشر عن طقس سيامة البطريرك :
- وبعد أن يدخلوا بالراهب المختار إلي أمام الهيكل يذكر لنا ابن كبر الخطوة الأولي في السيامة فما هي ؟
فك القيد !!! يقول ابن كبر دون شرح أن الآباء قبل السيامة يفكون قيد الراهب المختار
أما الشرح فنعرفه من التاريخ فقد اعتاد الآباء الرهبان المختارين علي الهرب من الكرسي ورفض الرسامة والاختباء في البرية حينما يقع عليهم الاختيار مما جعل الاراخنة والأساقفة يضطرون إلي تقييد المختار بالسلاسل وربما استعانوا بالوالي ليرسل معهم من يقبض علي الراهب المختار وينقله لمصر المحروسة ويتم التحفظ عليه حتى الرسامة ويبدو انه كان يسير مقيداً إلى الكنيسة فربما هرب في الطريق!!!
وقطعا كلنا نتذكر عبارة قديسنا العظيم قداسة البابا كيرلس السادس رجل الصلاة ورجل المعجزات التي قالها بعد سيامته بطريركاً:
"كنت أود أن أعيش غريبا وأموت غريباً ولكن لتكن إرادة الله"
هل يجوز لأسقف الأبروشية أن يترشح لمنصب البابا؟
1- قرارات مجمع نيقية سنة 325 م تقرر أنه :- ممنوع منعاً باتاً بل ومحرم أن تتم رسامة أسقف إيبارشية، وهذا يعني أن رسامة أسقف الإسكندرية تكون من بين الرهبان الذين لا تزيد درجتهم الكهنوتية عن درجة قمص، وبذلك يكون أسقف الأسكندرية هو المتقدم بين أخوته ولذلك يدعى "بابا" و"رئيس أساقفة"
2- قوانين مجمع القسطنطينية وافسس قررت أن أى أسقف يترك ابروشيته طمعاً فى الأكبر مُتعدٍ وناهب بل وأكثر من هذا فانه ذو عين زائغة بل وجعلت ترك الابروشية فى حكم الطلاق والجمع بين ابروشيتان جمع بين زوجات أو تسرى!!
3- موقف البابا الأنبا ميخائيل (البطريرك ال46 سنة 744م) الذي اصدر قرار جاء فيه ".. السيف أو النار أو الرمي للأسود أو النفي أو السبي لا يقلقني و لست ادخل تحت ما لا يجب ولا ادخل تحت حرصي الذي كتبته بخطى و بدأت به بأن لا يصير أسقفاً بطريركاً... فكيف أحلل اليوم ما حرمته بالأمس، وما أنكرته بالأمس أرضى به اليوم"!!
4- تاريخ كنيستنا الأرثوذكسية العريقة يقرر انه كان هناك من امتلك شجاعة الوقوف أمام الوالي ورفض نقل أسقف من ابروشية إلي أخري لمخالفة ذلك لقوانين الكنيسة وهو البابا خائيل الأول فى القرن الثامن.
5- قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1865 أكد فيه "بأن لا نسلِّم ولا نسمح قط للكهنة وشعب الكرازة المرقسية بحلِّ وتعدِّي الحدود الأبوية. و كل من يطلب هذه الرتبة من الأساقفة أو المطارنة أصحاب الكراسي أو سعى فيها أو رضي بها، أو أحد سعى له في شأن يطلبونه لها - كاهناً أو رئيس كهنة أو علمانياً يكون محروماً"!!
6- قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة القائم مقام البطريركي الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف عام 1959 بتجنب ترشيح أي مطران أو أسقف إيبارشية لكرسي الإسكندرية الرسولي!!
7- قداسة البابا القديس كيرلس السادس فى الاتفاقية التي وقعها مع الكنيسة الإثيوبية شدد علي ضرورة "أن يتم اختيار الجاثليق من الرهبان فقط "!!
8- المتنيح البابا شنودة الثالث (نظير جيد) كتب في مجلة مدارس الأحد التي كان يرأس تحريرها أنه يرفض الأساقفة لرتبة البطريركية، لأنه كالمتزوج للأسقفية، لا يجوز له أن يتزوج عليها أو أن يطلقها ليتزوج بأخرى، وبناء على هذه القاعدة الكنسية نرفض أن يغير الأسقف أسقفيته!! (مجلة مدراس الأحد إبريل 1954)
9- وقديسنا المعاصر أبونا بيشوي كامل كان يرفض أيضاً أن يتم ترشيح أسقف ابروشية لمنصب البابا.
10- لا يجوز وضع اليد مرتين (وضع اليد هي الرسامة بالروح القدس. أي التكريس بالروح لهذه الخدمة، والبطريرك ليس هو إلا أسقف المدينة العظمي الأسكندرية (أي كرسي مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية). وأي أسقف لإيبارشية أخري، فقد سبق وأن وُضعت عليه اليد ليُكرَّس لخدمة إيبارشيته القائمة، وبالتالي فهو لا يصلح لهذه الخدمة أي أن يصير بطريركاً!!
11- بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية أصدرت بياناً في 28 ابريل 2012 موقع من مجمع كهنتها قدمته لنيافة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك وأعلنت فيه رفض الآباء بالإجماع ترشح أي من الآباء أساقفة الإبروشيات لمنصب البطريرك حتى ولو كانت اللائحة الحالية تسمح بذلك، وأضافت أن هذا الموقف ليس فقط موقف الآباء الكهنة بل هو نبض الشارع القبطي السكندرى.
12- ويقول جناب الأب الورع القمص مرقس عزيز خليل في مقالة له بخصوص هذا الأمر "إن تاريخ كنيستنا يشهد بأن البطريرك يرسم من الرهبان ليصبح أسقفاً على مدينة الإسكندرية كما رسم البابا كيرلس السادس وقد كانت رسامته بعد البطاركة الثلاثة المشار إليهم (الأنبا يؤنس مطران البحيرة والأنبا مكاريوس مطران أسيوط والأنبا يوساب مطران جرجا) سبب بركة وسعادة منقطعة النظير وذلك بعد الثلاثين عاماً التي أحس فيها شعب الإسكندرية أن ليس لهم أسقفاً والآن إذا حدث وعين أحد المطارنة بطريركاً فأنة سيسمى بطريرك الكرازة المرقسية و مطران أو أسقف ابروشية كذا التي رسم عليها إلى الموت ولا يمكن أبداً أن يسمى أسقف الإسكندرية وعندئذ يحق لشعب الإسكندرية اليتيم أن يطالب بأب أسقف شرعي له ، وما زال الكلام لقدس أبونا مرقس عزيز خليل " نحن لا ننسى أن الآباء البطاركة الثلاثة الأنبا يؤانس و الأنبا مكاريوس والأنبا يوساب كانوا قديسين بحق وناجحين تماماً فى ايبارشياتهم ولكن المشاكل لاحقتهم عند دخول البطريركية. ولم تسعفهم الصلوات ولا الدموع التي لم تفارق الأنبا مكاريوس فى صلواته الذي كان يقول فيها بلسانه يا ليت رجلي كسرت قبل دخولي البطريركية " .... و رغم أن الأنبا كيرلس السادس كان راهباً بسيطاً متوسط المؤهلات ولكن الروح القدس لازمة بقوة سماوية منقطعة النظير".
من يجرى وراء الكرامة تهرب منه، ومن يهرب منها تجرى خلفه وترشد جميع الناس إليه "مار اسحق السرياني"
حليم اسكندر