شهدت مدينة ألما آتا الخميس عمليات إطلاق نار من قبل مجموعة من"مثيري الشغب المسلحين" وعمليات سلب وترهيب في محاولة لزعزعة الأمن وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية لإعادة الاستقرار

وأفادت وكالة "سبوتنيك كازاخستان" بوقوع اشتباكات مسلحة عنيفة وسط مدينة ألما آتا، بين قوات الأمن ومجموعة من المسلحين.
 
إلى ذلك ذكرت الوكالة في وقت سابق من اليوم أن تبادلا لإطلاق النار وقع صباحا في ساحة الجمهورية بالمدينة.
 
كما قال التلفزيون الرسمي الكازاخي وفق بيان، إن "مثيري الشغب وبحوزتهم أسلحة" حاصروا مستشفيين كبيرين في ألما آتا: "هذا الصباح، حاصر أفراد عصابات مسلحون بالأسلحة النارية مستشفيين كبيرين متعددي التخصصات في ألما آتا، رقم 1 و 7 ، لا يسمح "المهاجمون" للمرضى والأطباء والعاملين في المجال الطبي بدخول المستشفيات، مما يعرضحياة الجميع للخطر".
 
يشار إلى أنه تم نشر نحو 50 مركبة، من بينها ناقلات جند مدرعة وعربات مدرعة وشاحنات عسكرية مع قوات الأمن المسلحة، في مناطق متفرقة من المدينة.
 
ونشرت وكالة تاس مقطع فيديو قالت إنه  لحظة انتشار الجيش صباح اليوم الخميس في أرجاء مدينة ألما آتا، حيث يقوم الجيش بتمشيط المنطقة للقضاء على "عمليات الشغب".
 
من جهتها أكدت وزارة الداخلية الكازاخستانية، اعتقال نحو ألفي متظاهر في المدينة على خلفية أعمال الشغب وتمت إحالتهم إلى الدوائر المختصة للتحقيق.
 
وأعلنت الشرطة الكازاخية أنه تم تحييد عشرات "مثيري الشغب" (المهاجمين) خلال محاولة اقتحام مبنى شرطة ألما آتا خلال الليل: "في الليل، جرت محاولة لاقتحام مبنى شرطة ألما آتا، وتم تحييد العشرات من المهاجمين".
 
كما أكد مركز الشرطة مقتل أكثر من 12 شرطيا خلال المواجهات في مدينة ألما آتا، وإصابة 353 من عناصر الشرطة وقوات الأمن، كما أن لفتت مصادر الشرطة إلى أنه تم العثور على جثة أحد عناصرها مقطوعة الرأس جراء أعمال الشغب.
 
من ناحية أخرى أعلنت الخدمة الصحفية للميناء الجوي لمدينة ألما آتاي، اليوم الخميس، إنه تم تعليق عمل المطار بالكامل.
 
وبحسب مراس وكالة "كازاخاستان سبوتنيك"، "نهبت الكثير من المحلات التجارية وتعرض العديد من المرافق العامة والمحال التجارية لعمليات نهب وتخريب".
 
أما في العاصمة نور سلطان، فإن جميع المباني الإدارية تخضع لحراسة مشددة ومزيد من الإجراءات الأمنية، وقالت الوكالة في تلغرام "جميع المباني الإدارية في عاصمة كازاخستان خضعت لإجراءات أمنية مشددة". وفق مصادر من الشرطة.
 
وبدأت الاحتجاجات في كازاخستان في الأيام الأولى من العام الجديد إذ احتج سكان مدينتي جاناوزين وأكتاو في منطقة مانغيستاو، وهي منطقة منتجة للنفط في غرب كازاخستان على مضاعفة أسعار الغاز.
 
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى أيضا، ففي ألما آتا، أكبر مدينة وأول عاصمة للبلاد، اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن واستخدمت الشرطة الغاز والقنابل الصوتية.
 
وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة وأعمال شغب ونهب للممتلكات العامة والخاصة وعمليات اعتداء وإشعال الإطارات.
 
ووجه رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف بتشكيل لجنة حكومية لتلبية مطالب المتظاهرين وخفض أسعار الغاز.
 
وحث توكاييف المواطنين على التحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الاستفزازات من الداخل والخارج.
 
وأشار إلى أن الدعوات لمهاجمة المكاتب المدنية والعسكرية غير قانونية، والدولة "لا تحتاج للصراع، بل للثقة المتبادلة والحوار".
 
وفرض توكاييف حالة الطوارئ في منطقتي مانغيستاو وألما آتا حتى 19 يناير، كما أقال  الحكومة وقال إن "مجلس الوزراء مسؤول بشكل خاص لأنه خلق الوضع الذي أثار الاحتجاج".