زهير دعيم

قلائل هم الادباء والكُتّاب الذين يُسخّرون أقلامهم خدمةً للمجتمع ،   في محاربة العادات البالية والتقاليد المُهترئة والأخلاقيّات السائبة والمُنفلتة ، خاصّةً ومجتمعنا العربيّ وللأسف يرزح تحت وطأة هذه الأخلاقيات ، ففي كلّ مساء تروح روح – أو أكثر- تنطلق نحو السماء عنوةً وبرصاصة صائبة .  
 إن أمثال هؤلاء الكتّاب يستحقّون المديح والإطراء ، ويستحقّون أن نشدَّ على أياديهم قائلين : 
 بوركتم وبوركت ثمرة ابداعكم وعطائكم . 
  ولعلّ من روّاد هذه الكوْكبة الجميلة أخي الكاتب الشفاعمري والجار الغالي معين أبو عبيد ، والذي من خلال رماحه المُصوّبة -  والتي في احداها كاد يصيبني دون قصد – يصيب كبد الحقيقة في كثير من الاحيان ويضرب بعنفوان بؤر التعفّن والعنف والظُّلم والاستبداد والجهل .
نعم يروح ابو عبيد بتسليط الضّوء على هذه الآفات بجميل حرفه وفوْحِ معانيه ، فتظهر عورتها جليّة ، فيرميها بسهم يدميها في الحال. 
  لقد راقبته على مدى أشهر فوجدته يُحسن الرّماية ويصيب الهدف ، وإن كان في بعض الحالات يكتفي بالكشف عن المستور معتنقًا مبدأ الحياد .
  مجتمعنا العربيّ في السّنوات الأخيرة وللأسف  يغوص بالترهات و" يغرقُ " في بحار ولجج العنف ، ويسبح كثيرًا ضد تيّار الانسانيّة الجميل ، وإن كان – والحقُّ يُقال – بأغلبيته جميل وخيّر ومسالم ، ولكنّ هذه الأكثرية الصامتة والمسالمة تبدو عاجزة عن فعل المستحيل وخنق السّالبيّات التي سلبتنا الفرح والطمأنينة .
فلا نجد غير القلم نمتشقه لنحارب هذه الآفات ونصارعها بدم القلوب الجميلة كما يفعل أبو عبيد. 
   ويأتي الإقتراح .... 
 جميل أن نُصوّب الرّماح على السلبيّات ، وجميل أيضًا أن نرشق الإيجابيّات بزهرة فوّاحةٍ من قلم أبي عبيد أيضًا والدّعيم  وكلّ من امتهن مهنة الأدب ،   وسخّر الحرف في سبيل اصلاح المجتمع وزرع المحبّة في حقول حياتنا ، لعلّ السنابل تطفو فوق الشّوك فتخنقه ، فلا يعود للرماح مكان.  
 أتُراني أحلمُ ؟!!!
 
 حتّى ذلك الوقت ابقَ اخي الكاتب  الجميل معين ابو عبيد حاضرًا وجاهزًا كيما تصادر وتصيب كلّ مَنْ سوّلت له نفسه أن يُعكّر حياتنا ، ويغرس فيها الشّوك والعوسج والزؤان، ولك منّا في كلّ معركة رماح اضمامة فلّ ومنتور.