زهير دعيم
ورحلَ وقبل الأوان من أعطى من قلبه ووجدانه..
رحل عنّا الزّميل الاستاذ الجميل نعمان توفيق زهران ، فترك في القلوب غصّات وفي النُّفوس آهات .. رحلَ وهو في قمّة العطاء وذروة التفاني..
فلروحِك سلام وطمأنينة تزرعُ الآفاقَ سَكينةً...
رحلْتَ يا مَنْ أعطيتَ من قلبكَ ، فزرعتَ روابي طُلّابك فُلًّا ومنتورًا ،
ولوّنتَ حياتهم بعطر عطائك وبفوح محبّتك. ولم تكتفِ... بل داومت على العملِ والعطاء
كيف لا ؟! وأنت تعشق العمل وساحةَ الميلاد والأطفالَ .
كادت الدّموع تنهمر من عينيَّ حينما أخبرتُ حفيدي الأكبر " زهير " خبر انتقالك الى الأمجاد السّماويّة فقال لي بلغته الطُّفوليّة واحساسه الصّادق :
" سيدو صرتْ بِدّي أبكي "
فهو يذكركَ ويتذكرّكَ ويذكر لقاءاته معك ، ومشترياته من دكّانك الجميل ومحاواراته معك.
سنفتقدكَ جميعًا استاذنا الغالي في عبلّين العاشقة للمحبّة ، وستفتقدك شجرة الميلاد كلّما شعشع نورُها وعلا سناها..
وستبقى في ذاكرتنا عنوان من لا يعرف إلّا العمل والعطاء والبسمات .
نمْ مُطمئنًا أبا توفيق ..
نمْ في ديارِ يسوع مغبوطًا فأنت في كَنَفِ من يضيء الأكوان.
نمْ مُطمئنًا فقد تركتَ خلفك في العرين أشبالًا نعتزُّ بهم ونفخر، وفي دُرج ذاكرتنا إرثًا جميلًا لا يعرف النسيان..
نمْ... فقد أتممتَ العمل ، وحان الوقت ان تنال تاج المجد.
أبا توفيق ؛ لروحك الجميلة سلام الله. ولأسرتك الجميلة وكلّ أحبائك تعزيات السّماء.