كتبها : Oliver
- قرب تل إيليا حيث سقط رداءه حين أخذته مركبة نارية إلي السماء.في نفس الموضع إنقشع حجاب اللاهوت و ظهرت أقانيم الثالوث الأقدس بغير إختفاء.هنا حيث وقف إليشع يطلب مواهب الروح القدس في برية الأردن إثنين من نصيب إيليا.ثم بدأ عبوره فوق الرداء.ظهر الروح النارى نفسه مرة واحدة بهيئة جسمية علي شكل حمامة.
-إليشع النبي قاد شعب الله بالمعمودية في الأردن ثم الوصول إلي أرض الموعد .المعمودية سبقت العبور فهكذا صارت معمودية ربنا يسوع سابقة للخلاص و مؤدية إليه و مشيرة نحوه.
- وقف إيليا العهد الجديد يوحنا المعمدان جبار البأس.الناس نحوه يتقدمون معترفين بخطاياهم.وقف الرب يسوع في طابور الخطاة منتظراً معموديته .لأنه ليس له خطية ليعترف بها لهذا شهد له يوحنا أن هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم كله.المسيح إعترف بخطايانا قدام الآب الذى وضع عليه إثم جميعنا. هنا أكمل الإعتراف.من يريد الخلاص فليضع علي كتفي المسيح خطاياه بغير تردد ليعبر من الباب الضيق.
- الجميع يرون في نهر الأردن مياه لكن مسيحنا رأى فيه دمه يملأ المسكونة و يخلصها.كانت عصا يوحنا كالصليب هذه التي تركها للمسيح فوضع عليها نفسه و غطس في الماء كما غطس في قبر يوسف الرامى.لهذا شهد له الآب نفس الشهادة التي شهدها في بستان جثيسماني قائلاً هذا هو إبني الحبيب.المعمودية قدامه كبحر الدم.لهذا قال لي صبغة أصطبغ بها ؟ الصبغة مرادف للمعمودية .
- المعمودية إعلان للثالوث – أبيفانيا- و إعلان لشخص المسيح المخلص و إعلان للخلاص أيضاً.كان دخول الرب يسوع لمياه الأردن إعلان عن شخصه الأقنوم المتجسد كما أنه إعلان عن الآب و الروح القدس .كان قبل هذا الإعلان غير معروف عند الجميع كإله متجسد ما عدا أبويه و أنسباءه زكريا الكاهن و إليصابات البارة ثم بإعلان من الروح القدس عرفه يوحنا الذي لم يكن يعرفه.شجاعة المسيح في الإعلان عن شخصه لا تقل عن جرأته في الإقدام علي الصلب لأجلنا لأنه يعرف أنه ما دام قد صار معلناً عن حقيقته فقد صارت الحرب أيضاً معلنة عليه و الموت يترصده و إبليس يتحين الفرصة لإقتناصه لهذا فمعمودية الرب يسوع هي قبول للموت و هذا نفسه ما نؤمن به في معموديتنا.المسيح بالمعمودية قبل الموت عنا و نحن في المعمودية نموت مع المسيح.هي محبة متبادلة.
- في نهر الأردن كانت المياه نقاءاً من الخطية فماذا أخذ المسيح منها و هو الذي بلا خطية .المسيح وهب ماء النهر قداسة لم تكن فيه و لم يأخذ شيئاً لم يكن فيه.وضع يوحنا يده علي رأس الإبن فلم تكن بركة نالها المسيح من يوحنا بل أخذ يوحنا نفسه القداسة من هذا الخاضع برأسه قدام نهر الأردن كما قدام الصليب.لهذا ندرك كيف صار يوحنا يصرخ في البرية شاهداً أن الذي يأتي بعده هو الذي كان قبله الأعظم من الكل.صراخ يوحنا بدأ بعد إدراكه لعظمة الذي قبل العماد منه.
- لم يأخذ المسيح شيئاً لنفسه في المعمودية أما نحن فنأخذ لأنفسنا في المعمودية طبيعة جديدة ,ولادة جديدة,كياناً غير قابل للفساد و عيوناً تر السماوات مفتوحة .كل العهد يصير لنا بالمعمودية و نعيش العهد ببقية وسائط الخلاص.كل ما حصل في برية الأردن من شهادة الثالوث يحصل لنا في المعمودية و ننال التبني و نسمع نفس الصوت الإلهي قائلاً لكل نفس هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت لأنه ير في كل نفس تعتمد صورة إبن الله ذاته فيخاطبها الآب كمخاطبته لإبنه و يحل الروح القدس فيه كما حل علي إبنه و نخرج للصعود.
-صعد المسيح من ماء الأردن و صعد بنا.من ذاك الوقت صار المسيح يصعد بنا في تعاليمه و معجزاته و شهاداته للآب القدوس .بعد المعمودية نتأهل لطبيعة تسمو فوق الطبيعة.كيان يعلو علي الكيان.نسمع ما لم نكن نسمعه و نبصر ما لم تره عين.نؤمن بغير مجهود بكل ما هو أبدي و نعيش كمن أقبل عليهم ملكوت الله.فليستعد كل قلب إذن ليشبع من كل ما هو أبدي.