بقلم أمجد سمير شفيق حنا                              
  في الحادي عشر من شهر طوبة الموافق 19 يناير من كل عام نحتفل بعيد الغطاس(عيد الظهور اﻹلهي ) حيث تقابل الكلمة المتجسد مع أعظم مواليد النساء  يوحنا المعمدان ،وذلك ليتمم كل بر وليهبنا الحياة الجديدة ، ويقدمنا لﻵب السماوي متقدما موكب نصرتنا كما تقدم يشوع بن نون في القديم شعب الله عابرا نهر اﻷردن ،فأرتبطت حياة السيد المسيح بالماء ففي بداية خدمته يحول الماء لخمر (غير مسكر ) يبهج قلوب أصحاب عرس قانا الجليل (يو 2) ، وكذلك يعلن خطبته لﻷمم من خلال لقاءه مع السامرية علي بئر يعقوب وأنه الماء الحي الذي يشرب منه لا يحتاج ﻵبار العالم (يو 4) ،وعندما تحدث عن عمل المحبة قال (كأس ماء بارد لا يضيع أجره) (مت 3) ،وعندما أعطي إشارة لمكان عمل الفصح  تجدونه حامل جرة ماء (مر 14 )في لحظاته اﻷخيرة علي الصليب وتتميم قضية الفداء فاض من جنبه دم وماء ، وعندما أوصي تلاميذه قبيل صعوده أرسلهم بأن يعمدوا جميع اﻷمم ، ونجد بعد صعوده ينطلق كصخرة موسي التي تفيض بمياه الروح القدس الحية في عيد العنصرة،
  
الماء رمز للروح القدس ونجد هناك لقان (الغطاس -الخميس الكبير خميس العهد -لقان الرسل )حيث تصلي الكنيسة صلوات لتقديس الماء ويحمل الشفاء وطرد الشياطين   متذكرين معجزة شفاء برص نعمان السرياني زمن أليشع النبي وتطهيره حسب إيمانه     
                   
 وعن أرتباط السيد المسيح بالماء هو ينبوع الماء الحي ويقول العلامة ترتليان :(بالقدرة نعمة المياه في نظر الله ومسيحه لتثبيت المعمودية لن نجد المسيح بدون مياه )
 
 انفتاح السماء 
يقول القديس كيرلس الكبير:( أنفتحت السماوات فأقترب اﻹنسان من الملائكة المقدسين ) ظهور الروح القدس مثل حمامة تشير لكنيسة العهد القديم والعهد الجديد
 
يقول القديس أغسطينوس :" هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة وهو أن اﻵب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل لﻹنفصال إله واحد لا ثلاثة)
 
فمن الماء الحياه نافذه وعلاقة وانفتاح السماء واﻹعلان اﻹلهي والنعم والبركات المرتبطة بالكنيسة التي تصلي من أجل مياه اﻷنهار وتذكرها في ليتورجياتها وتسابيحها وهناك موروثات وطقوس لدي الشعوب مرتبطة بعيد الغطاس فنجد يقولون في اﻷمثال المصرية (ما تشوف البرد الحقاني إلا بعد غطاس النصراني ) وكذلك اﻷرتباط بمأكولات بعينها  
 
 القصب  : يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله رمز لماء المعمودية ونوال مغفرة الخطايا  ونذوق من خلالها نعمة الحياة مع المسيح ،وكانوا يضعوا فوقه شمعة رمز لنور الروح القدس    
 
القلقاس :   نبات به مادة سامة ومضرة للحنجرة وهي مادة هلامية إذا أختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة مغذية كما نتطهر من سم الخطية ،يدفن القلقاس تحت اﻷرض ثم يصعد ليصيرطعاما مثال المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح ، القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية فبدون تعرية يصيرعديم الفائدة هكذا نحن في المعمودية نخلع اﻹنسان العتيق ونلبس المسيح
 
وقال القديس أغسطينوس :(بجوار نهر اﻷردن ننظر ونتأمل المنظر اﻹلهي الموضوع أمامنا فلقد أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوث واحد أي ثلاثةأقانيم في طبيعة إلهية واحدة )                                                                                   كل عام وحضراتكم بخير وسلام وامان