Oliver كتبها
- قيل عن آلام ربنا يسوع أنه من الضغطة و من الدينونة أُخِذ إش 53: 8 أخذته الضغطة إلي الصليب و من لا يدرك فكر الله يحسبه مات و قطع من أرض الأحياء كأن الضغطة ساقته إلي الأسوأ لكن الحقيقة أن الضغطة أخذته إلي الحب الأعظم أن يبذل نفسه لأجل أحباءه.لم تهزمه الضغطة.جاءت لتأخذه فأخذها إلي حيث مشيئة الآب.لم يخضع للضغطة بل كما تطفو السفينة علي سطح المياه فقد سما الرب يسوع بالضغطة لأجل خلاصنا. الضغطة شرنقة حب تبدو صلبة من الخارج و هي واهنة في داخلها .كل من يحمل الصليب يتعرض لنفس الضغطة حسب طاقته .تأخذه الضغطة و تسير حتي يتذوق الموت و هو حى و يتذوق القيامة و هو متعب و يتذوق الصعود و هو ما زال في الجسد.
- ربنا يسوع إنضغط من وطأة آثامنا أما نحن فمن أجل عداوة العالم ننضغط.يثقل علينا العالم ويزيد من ضغطته لأننا نرفض نيره و نحمل نير ربنا الخفيف .يظل يجيزنا في المعصرة لعله يجد فينا منفذاً لكننا من المعصرة نتذوق شهد الملكوت في حرية.
- يحمل العالم لنا عداوة متأصلة فيه.يخرج لنا شوكاً و حسكاً منذ أخطأنا و بعد أن لُعنت الأرض .يمارس ثقله بزرع خصومات لا أصل لها فينا و تكويين عداوات لم نصنعها حتي يجعل للبعض أهل بيته أعداء لتكون للضغطة جرح الأحباء.هذا عمل إبليس في الأرض.أما الذين تضطهدهم الأرض و أهلها فيجدون مع الضغطة إنطلاقاً من الذات و يتحررون من ضعفات كثيرة و يختطف الرب قلوبهم إلي السمائيات فيكونون منشغلين في أمور غير التي في العالم و يفشل العالم معهم حتي يصبح مداساً تحت أقدامهم و يعيد الرب هؤلاء الذين جعلهم العالم خصوماً ليصبحوا لأولاده محبين نادمين يستحقون الغفران و هكذا يرث الودعاء الأرض.
-إن صرت في الضغطة فلا تخف فأنت في النعمة تسكن.لا تحسب حسابات الناس حين تقع في تجارب لا تعرف لها سبباً منطقياً.بين المعقول و اللامعقول تقف النعمة الإلهية بسكيبها غير الموصوف فتجعل الضعيف بطلاً روحياً.تخرج مع التلاميذ الخائفين من العلية بأياد فارغة و معرفة واهنة لكن روح النعمة تجعلك معهم أقوي من إمبراطورية روما في أعظم مجدها.تتكلم بملح الروح القدس فيتذوق من يسمعك طعماً جديداً عليه. تفتتن المسكونة بمن لم تسمع أصواتهم من قبل و يتعجبون قائلين كيف هذا المنطق لمن لم يكونوا ذوي حكمة فقل هي نعمة الروح القدس. ها هم إجتازوا الضغطة ليتأهلوا لضغطة أخري و معها تنقلهم النعمة من مجد إلي مجد.ما يحسبه العالم إنتصاراً بوضعه إيانا تحت ثقل نحسبه نحن ثباتاً في محبة من لأجلنا تسمر في الصليب.
- حين إنضغط المسيح كان بستان جثسيماني لذته.هناك يتصبب عرقه كالنزيف.يسفك نفسه في صلاة تترجمها قطرات منسكبة من عرق في الخارج و من دم في الداخل و النفس تأبي أن تنفذ مشيئتها بل تسعي لمشيئة الآب هذا درس الضغطة الربانى.ليكن لكل منا بستانه الخاص ليجعل من رحيق الألم أطياباً للسيد.ينسكب وحده و لا ينشغل بالنائمين.فالضغطة مخاض الوالدة تتبعها حياة جديدة و تفرز إنساناً حي يخرج إلي العالم بكل براءته.فكيف إذن نتهم الضغطة بالقسوة و هي التي منها نولد في أفق ملكوتي أكثر رحابة.كيف نشتكي الصليب و نحن من غيره نتوه عن الطريق.كيف لا نشكر عن هذه الضيقة التي فيها نتلامس مع المسيح حتي الإتحاد.
- نحن نقبل الضغوط علينا إنطلاقاً من مثال المسيح له المجد الذى يحفزنا أيضاً أن ندافع عن حقنا و نرفض مؤامرات الأشرارعلي كنيسة الله و نقاوم من يؤلم شعب الله بجرائمه.إحتمالنا الآلام يصاحبه دفاعنا عن حقوقنا و جرأتنا ضد كل المظالم.علاقتنا بالله و عمل روحه أمر باطني نعيشه يؤهلنا للمطالبة بحقوقنا و إسترداد ما سلبه الغاصبون.نحتمل الضغطة و لكن نصرخ في وجه الظالم غير خائفين من أدواته.نحتمل الضغطة و نطلب في الوقت ذاته أن ترتفع كل الضغوط عن شعب المسيح.نحن اسوياء النفس و الروح.الروح السوية تحتمل الضيقات برجاء و النفس السوية تطالب بحقها بجرأة.فلا يحسب الناس أن صبرنا دعوة لمزيد من الضغوط بل لنقاوم الظلم لأنه خطية لا نقبلها و لا نحب أن يستمر المخطئون في خطيتهم ضدنا.مع أننا نحتمل الإضطهاد لكننا نرفضه أيضاً لأنه ضد الحق.
- أيها المفسرون قدموا للشعب كلمة الله بإتزان.أيها الوعاظ ضعوا قدامكم كفتي الميزان بين حق الله و حق الناس.لا تمتدحوا الإضطهاد بل إمتدحوا التصرف فيه بحكمة المسيح و لنجعله كذلك موضوعاً للمقاومة ضد الشر و صانعيه.نحن لا نتلذذ بالظلم و لا نستمرئ القهر فالمسيح خلقنا علي صورته نحب الحق و نسلك فيه و نجابه التمييز فلا محاباة عند الله.فلتكن المساواة نصيبنا لأن هكذا خلقنا الله.علموا الأطفال أن الخد الآخر ليس في وجه الإنسان بل في وجه الحق فإذا تعرض خد للظلم و اللطم فلنقدم خد الحق و العدل للاطمين.علموا الناس أن الله يدافع عنا و نحن صامتين عن الشر لا عن الحق.ساكتين عن الشتائم لا عن المطالبة بالحقوق.من يفسر كلمة الحق فبإستقامة لا يحابي و لا يجامل لأن مجاملة الظالمين موت و السكوت عن الحق غدر.وقتها لتأخذنا الضغطة إلي محبة أعمق و إلي صنع السلام و إسترداد الخراف الشاردة.