محرر الاقباط متحدون

لماذا تُقرع أجراس الكنيسة؟ وكيف بدأت هذه العادة؟

تعود عادةالكنيسة'> قرع أجراس الكنيسة إلى العام ٤٠٠ بعد الميلاد وتحديدًا إلى زمن القدّيس بولينوس أسقف نولا الذي خلق رابطًا ما بين الأجراس والكنيسة. حيث في نهاية القرن الرابع الميلادي عندما أعلنت الدولة الرومانية أنَّ "المسيحيّة" واحدة مِنَ الديانات في الدولة، وتمَّ استخدام الأجراس  للإعلان عن بدء الصلاة في الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحيّة للإعلان عن الصلوات في الكنائس كلّها.
 
 وكانت الأجراس في القرن الرابع والخامس الميلادي عبارة عن لوح خشبي (الناقوس) واسمه (السيماندرو) أو مَعدني كبير، يحمله الراهب ويدقّ عليه مِنْ أجل إعلان الصلاة أو للإجتماع، والتي مازالت تُسْتَخْدَمُ حتى الآن في الأديرة الأرثوذكسيّة (الروميّة الروسيّة السلافيّة البلغاريّة الأورشليميّة والأنطاكيّة) لإيقاظ الرُّهبان مِنْ أجل الصلاة، مِثل دير سيّدة البلمند ودير رُقاد والدة الإله حمطورة في لبنان، دير "سانت كاترين" في مصر،  وأديرة "جبل آثوس" في اليونان، أديرة "صيدنايا" السّيدة في سوريا ودير مار سابا في فلسطين وحتى في أديارنا المُعاصِرة.
 
ونقول لُغَوِيّاً نقس أو طرق الناقوس أمّا في استعمال الأجراس نقول قرع الجرس. 
 
وبالرغم مِنْ الغزو الكهربائي لأجراس الكنائس، إلا معظم الكنائس  مازالت تحتفظ بأجراسها اليدوية والتي تتطلب مجهود مِنْ "خادم" الكنيسة لجذبه، وبما أن دقات الجرس متعددة حيث تختلف الدقات باختلاف المناسبة والظرف فكان الجرس اليدوي يتطلب آلية معينة ليُصدر تلك الرنات المختلفة، أمّا في حال الكنائس مُتعدِّدة الأجراس الكهربائيّة، فأن الأمر أصبح أكثر سهولة، واختلاف تلك الرنات يعرفها المسيحي فيدرك فور سماعها ما يدور في الكنيسة.
للكنيسة الأرثوذكسيّة الشّرقية تاريخ طويل ومُعَقَّد مع رنين الأجراس. هذه العادة تطوّرت بشكل ملحوظ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الرّوسيّة.
 
في كل مرّة يسمع خلالها المؤمنون اليوم رنين الأجراس يدركون فورًا أن الوقت قد حان للتوجّه إلى الكنيسة. هذا وتقرع عدّة كنائس إنجيلية وكاثوليكية ولوثيرية الجرس ثلاث مرّات في اليوم (السّادسة صباحًا وعند الظّهيرة وفي السّادسة مساء) لتذكير المُؤمنين بتلاوة الصّلاة الرّبانيّة.
 
وكان الوثنيون يَقرعون الأجراس في الماضي بهدف إبعاد الأرواح النَّجِسَة ما أعْطَى هذه العادة طابعًا روحانيًا. إلّا أنَّ الكنيسة ترى هذا التّبرير خرافة لا محلّ لها في التَّعاليم الكنسية.
 
إضافة إلى ما تقدّم، تُقرع الأجراس في عدد مِنَ الكنائس ليلة الميلاد إحتفالاً بميلاد يسوع المسيح.
 
  إنَّ قرع الأجراس ليس مَذكورًا في الإنجيل بل هو عادة تمَّ توارثها عبر الأجيال لتذكير المُؤمنين بوجود الله في العالم بطريقة تبثُّ الفرح.
 
رنّة الموت
وتتعدد الرنات في الكنائس، فهناك رنة "الموت" وهي عبارة عن دقات بطيئة مُتَقَطِّعَة تفصلها ثوان معدودة، ويتمّ دقَّها أيضاً في صلوات " الأسبوع العظيم " ، وبالنسبة للمسيحيّين يَكْفِي أنْ نسمع الدقّات الحزينة حتى نعرف أنَّ هناك مَنْ توفي وربَّما تربطنا به صلة مَعرفة ولم يَصلنا الخبر بعد، فيسهل النزول للكنيسة والسؤال عن هوية المُتوفي، وهي رنّات حزينة تُصيب أجسادنا قشعريرة، تُذكرنا بأن النهاية قريبة لكلِّ بني آدم.
 
رنّة الفرح
تطرب أذاننا وتخفق قلوبنا عند سماع رنات "الفرح"، وهي الدقات السريعة المتتالية التي تصدرها الأجراس في الأعياد، وعادة ما يَتِمُّ استخدام أكثر مِنْ جرس، وبدونها لا نشعر بفرحة العيد، فهي ما أن تصدر حتى نتأكد أن الكنيسة تستعد لصلاة قداس العيد، حيث نجتمع نتقاسم الفرحة والبهجة، وربما مررنا بتجارب مريرة على مدار سنوات حيث طغى الحزن والموت على الكنيسة بسبب حوادث الإرهاب، إلا أنَّ هذه الدقات المميزة برغم الحزن لم تتوقَّف.
 
رنّة القداس
وأخيراً رنة "القداس" وهي الدقة المُعتادة في صلاة القداديس ،  وهي تُعْتَبَرُ مُنَبِّه مَجَّانِي للمسيحيّين، لينتبهوا أنَّ القداس لنْ ينتظرُ أحد، والتأخير لنْ يفيد، خاصة وأنَّ هذه الرنَّة  تكون في بداية القداس الإلهي وتسبقها رنّة أخرى قَبْلَ بدء صلاة السحر.