في مثل هذا اليوم 31 يناير 1876م..
محميات السكان الأصليين (بالإنجليزية: Indian reservation)‏(محمية هندية) هي صفة قانونية لمساحة أرض تديرها قبيلة أمريكية من السكان الأصليين تحت مكتب الشؤون الهندية الأمريكي، بدلاً من حكومات الولايات في الولايات المتحدة التي توجد فيها طبيعياً. وترتبط كل من 326 المحميات الهندية في الولايات المتحدة مع أمة معينة. هناك 567 قبيلة معترف بها لكن ليس كل منها لها محمية- بعض القبائل لديها أكثر من محمية، والبعض يتشاركون المحميات، في حين أن البعض الآخر ليس لديهم محميات. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب تقسيمات الأرض السابقة، أدى ذلك إلى بيع بعض الأرض لغير الأمريكيين الأصليين، وبعض المحميات مجزأة بشكل كبير، فأصبحت كل قطعة من الأرض سوءاَ قبلية أو فردية أو للقطاع خاص جيباً منفصلاً. هذا الخليط من العقارات العامة والخاصة يخلق صعوبات إدارية وسياسية وقانونية كبيرة.

المساحة الجغرافية الجماعية لجميع المحميات هي 56200000 فدان (22700000 هكتار، 87800 ميل مربع؛ 227000 كيلو متر مربع) وتعادل في مساحتها ولاية ايداهو. وفي حين أن معظم المحميات صغيرة بالمقارنة مع الولايات الأمريكية، 12 محمية هندية أكبر من ولاية رود آيلاند. أكبر محمية هي محمية شعب نافاجو، المماثلة في الحجم لولاية فرجينيا الغربية. وتوزع المحميات بشكل غير متساو في جميع أنحاء البلاد. الأغلبية هي في الغرب من نهر المسيسيبي وتحتل الأراضي التي كانت محجوزة سابقاً بموجب معاهدة أو "تمنح" من الملكية العامة.

لأن القبائل تمتلك السيادة القبلية - على الرغم من أنها محدودة – لذلك تختلف القوانين على الأراضي القبلية عن المنطقة المحيطة بها. ويمكن أن تسمح هذه القوانين بالكازينوهات القانونية في المحميات، التي تجذب السياح على سبيل المثال. لدى المجلس القبلي بشكل عام، وليس الحكومة المحلية أو الاتحادية، سلطة قضائية على المحميات. هناك محميات مختلفة لديها أنظمة حكم مختلفة، التي قد تكون أو لا تكون تكراراً لأشكال الحكم الموجود خارج المحميات. أنشئت معظم محميات الأمريكية الأصلية من قبل الحكومة الاتحادية. وعدد محدود، خاصة في الشرق، ترجع أصولها إلى ملكية الدولة.

اسم "محمية" يأتي من مفهوم القبائل الأمريكية الأصلية كالملكية المستقلة في الوقت الذي تم فيه التصديق على دستور الولايات المتحدة. وهكذا، فإن معاهدات السلام القديمة (في كثير من الأحيان تم توقيعها تحت وطأة التعذيب) الأمر الذي جعل القبائل الأمريكية الأصلية تتنازل عن أجزاء كبيرة من الأراضي إلى الولايات المتحدة وأيضاً قطع الأرض المخصصة للقبائل كمالكين لها، "حموا" أنفسهم بها، لذلك يطلق على هذه القطع اسم "محميات". بقي هذا المصطلح يستخدم حتى بعد أن بدأت الحكومة الاتحادية بترحيل القبائل قسراً لقطع أراضي لم يكن لها ارتباط تاريخي. غالبية الأمريكيين الأصليين وسكان ألاسكا الأصليين يعيشون في مكان ما غير المحميات، وغالباً في المدن الغربية الكبرى مثل فينيكس ولوس آنجلوس. في 2012 كان هناك أكثر من 2.5 مليون من الأمريكيين الأصليين مع حوالي 1000000 من الذين يعيشون في محميات.

منذ بداية الاستعمار الأوروبي للأمريكتين، قام الأوروبيون في كثير من الأحيان بإزالة السكان الأصليين من أراضيهم التي رغبوا باحتلالها. تنوعت وسائل الاستعمار، بما في ذلك التحركات الطوعية بناءً على الاتفاق المتبادل، والمعاهدات بالإكراه الشديد، والطرد بالقوة والعنف. تسببت إزالة السكان بالعديد من المشاكل مثل فقدان القبائل لسبل العيش بخضوعهم لمنطقة محددة، وحصول المزارعين على أراضٍ غير صالحة للزراعة، والعداء بين القبائل. في 11 مارس 1824، أسس جون كالهون مكتب الشؤون الهندية (المعروفة الآن باسم مكتب الشؤون الهندية)، كقسم من وزارة الحرب الأمريكية (التي أصبحت الآن وزارة الدفاع)، من أجل حل مشكلة الأرض بـ 38 معاهدة مع قبائل الهنود الحمر.

في عام 1830، وقّع الرئيس الأمريكي آنذاك أندرو جاكسون على "قانون إعادة توطين الهنود الحمر". قرر مشروع القانون أن الوكالة العسكرية ستكون مسؤولة عن تحرك السكان الأصليين غربًا بالقوة الجبرية وإقامة محميات لهم. منذ ذلك الحين أُجبر الهنود الحمر على ترك منازلهم وانطلقوا فيما أطلقت عليه الأجيال اللاحقة "طريق الدماء والدموع". وأثناء هجرتهم القسرية هذه، عانوا من انتهاكات جسيمة ومن خسائر فادحة.

وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة العامة الأمريكية (PBS)، أقامت الحكومة سياجًا فاصلا بين هذه المحميات وبين مستعمرات السكان البيض. حيث أجبر الجنود الأمريكيون الذين كانوا مثل رعاة الأبقار الهنود الحمر من قومية الشيروكي على البقاء في "معسكرات الاعتقال" هذه. وبمجرد مغادرتهم حتى قام السكان البيض بسلب ونهب أراضيهم. وبسبب البرد والجوع والمرض توفي حوالي 4000 شخص من الشيروكي على طريق الهجرة القسرية إلى الغرب.

وإلى غاية سنة 1837، نقلت حكومة جاكسون 46 ألفا من السكان الأصليين من شرق نهر المسيسيبي وقدمت 25 مليون هكتار من الأراضي للمستوطنين البيض. ويشير العديد من العلماء إلى أن هذه الهجرة القسرية كانت بمثابة "الإبادة الجماعية المنهجية".

لم يأخذ الحكام الأمريكيون بعين الاعتبار "حقوق الإنسان" للهنود الحمر. لأنه في نظرهم كانوا أناسا أقل شأنا أو أنهم لا يختلفون إطلاقا عن الوحوش. قال جورج واشنطن "أبو الأمة" الأمريكي ذات مرة: "إن توسعنا في الهجرة فلا بد لنا من دفع هؤلاء البرابرة بعيدًا عن منازلهم، إنهم وحوش مثل الذئاب لكن بأشكال مختلفة".

من أجل تمكين البيض من احتلال أراضي الهنود بشكل أكثر فعالية، ابتكر الحكام الأمريكيون "تكتيكات" مختلفة. في عام 1814، أصدر الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون مرسومًا ينص على أنه مقابل كل فروة رأس أحد الهنود الحمر، فإن الحكومة الأمريكية ستكافئ القاتل ما بين 50 إلى 100 دولار أمريكي. في 26 ديسمبر 1862، وبأمر من الرئيس الأمريكي لينكولن، تم شنق أكثر من 30 من رجال الدين والزعماء السياسيين من القبائل الهندية في مينيسوتا وكان هذا أكبر إعدام جماعي في التاريخ الأمريكي. كما طاردت الحكومة الأمريكية الجواميس البرية التي كانت القبائل الهندية تعتمد عليها في معيشتهم، مما أجبر هؤلاء على البقاء قسرا في المحميات التي حددتها لهم الحكومة الأمريكية.

تعتبر "مذبحة نهر الركبة الجريحة" في ديسمبر 1890 آخر معركة يخوضها السكان البيض لغزو ما تبقى للهنود الحمر من أراضي. حيث اختفت حدود الولايات المتحدة وظهرت المدن والبلدات المتطورة والأراضي الزراعية الحديثة في كل مكان. وبذلك تعرض السكان الأصليون لقارة أمريكا الشمالية إلى التدمير الجسدي والنفسي من قبل الغرباء وعاشوا في يأس وفقر وتهميش مستمر.

في عام 1924، حصل الموهوبون من الهنود الحمر على الجنسية الأمريكية. وإلى غاية عام 1957، لم تسمح بعض الولايات الأمريكية للهنود بالتصويت. كما تم عزل معظم محميات الأمريكيين الأصليين عن التنمية الاقتصادية للبلاد، وبذلك أصبحوا من أفقر المجموعات العرقية في الولايات المتحدة. وفقًا للبيانات الالكترونية لمحميتي "أصدقاء محمية باين ريدج" و"إحياء الذكرى" للسكان الأصليين في أمريكا، فإن 97 ٪ من السكان الذين يعيشون في هاتين المحميتين لديهم مستويات معيشية أقل بكثير من خط الفقر الفيدرالي. في عام 2005، أفادت وزارة الداخلية الأمريكية أن معدل البطالة لدى الهنود الحمر بلغ 89٪.!!