ابرام راجى
حدث عام ١٨٥٦ ان طلب الخديوى سعيد من البابا كيرلس السفر إلى الحبشة والتوسط لدى الإمبراطور ثيودورس الثانى لحل الخلاف بين البلدين بسبب اعتداء الاثيوبيين على بعض المدن التى تدخل فى حدود المملكة المصرية ..وسافر البابا ولما علم النجاشى بقدومة خرج لملاقاته في موكب حافل على مسيرة ثلاثة ايام وعندما تقابلا وبدأت المحادثات طلب البابا كيرلس أن يرد لمصر ما أخذه من اراضى فاستجاب له ..كما طلب منة ترحيل المبشرين البروتستانت الذين استفحلوا فى الحبشة واستمالوا الكثيرين لكن النجاشى رفض بحجة انهم يعلمون الاولاد القراءة والكتابة ويعلمون الجنود فنون الحرب..فاقنعة البابا بانة سيرسل لة بدلا منهم معلمين وصناع ولاحاجة لهم للحرب بعد رجوع الحدود فاقتنع النجاشى وامر بإخراج المبشرين مما تسبب فى غضبهم
وبالفعل ارسل البابا بطلب الى الخديوى ان يرسل لة بعض الصناع والمعلمين المهرة لكن القنصل الانجليزى تدخل واقنع الخديوى بان البابا يريد ان يسلم البلاد الى النجاشى فاندفع الخديوى وخرج بجيش عظيم ووصل حتى الخرطوم.. وفى نفس الوقت اقنع المبشرين الانجليز النجاشى ان البطرك المصرى عمل على طردهم ليمكن الخديوى من احتلال بلادة ..كما اخبروة ان البابا يحمل كساء مسموما اذا لبسة يموت وكان من هدايا البابا للنجاشى برنس مزركش بالجواهر

فاحتدمت الامور جيش الخديوى على الابواب ... والسم فى الثياب!!

فهاج النجاشى غضبا على البابا ووضعة تحت الحراسة وعاملة بمهانة واحتقار فكان يسوقة امامة كالعبيد وينعتة بافظع الالفاظ ..ثم امر بحرق البابا كيرلس حيا لكن وسط الضيقة تدخلت عناية اللة فتوسلت والدة الامبراطور لولدها ان يسمح للبابا ان يدافع عن نفسة فطلب البابا ان يلبس الثوب وبالفعل ارتداة لمدة يومين ولم يصاب بأذى.. وبعد الضيق بداء الفرج فارسل البابا للخديوى بان نجاح مهمتة متوقف على رجوع جيشة فاستجاب وعاد.وهنا ظهر للنجاشى مكيدة الانجليز والمبشرين فاعتذر للبابا وطلب ان يسامحة وكعلامة على الاسف والاعتذار رفع النجاشى على رأسة حجرا ثم انتهت الغمة ورجعت الحدود والوئام والسلام بين مصر والحبشة وعاد البابا كيرلس معززا الى البلاد واستقبل استقبالا عظيما بعد رحلة عذاب استمرت سنة وثلاثة شهور
تاريخ الاقباط