حمدي رزق
ناقص على الحلو تكة، أو دقة، أو مباراة، المهم تنال الحلو، ترفع الكأس السمراء عاليا، والمنتخب حلو، وعامل شغل حلو، كيروش فى الغابة، يصطاد أسودا وأفيالا ونمورا، والصياد ماهر، وحاذق وفاهم «القرد مخبى ولاده فين»!.

الثعلب البرتغالى «كارلوس كيروش» يقود كتيبة الصيادين بذكاء، وألمعية، معلم فى رمى الشباك، فلا يفلت منه أسد هائج، ومهما بلغت ضراوته، «جماعة أبو جبل» قادرون على تلجيمه وتحجيمه ووضعه فى القفص، واسألوا كبير الصيادين «محمد صلاح» ؛ كيف تصيد الأسد وتنجو من مخالبه؟!.

افرحوا، فقط لا تفرطوا فى الفرحة، الكأس الثامنة لا تزال هناك فى «ياوندى» يزأر عليها أسد متربص، موقعة الأحد أمام أسود السنغال، لن تقل ضراوة عن موقعة أسود الكاميرون، «أسود التيرانجا» المتوحشة تحتشد لملاقاة الفراعنة، تزأر فى الغابة مخيفة يقودها ساحر أسمر اسمه «ساديو مانى».

حقًا إنها تخشى مصير أفيال كوت ديفوار، وأسود الأطلسى، وأسود الكاميرون، يقينا ستقاتل بشراسة استثنائية أمام منتخب اسْتِثْنائى، جاء من شمال القارة ليقتحم الغابة وينتزع عرشها من أسودها بعد أن دحر أفيالها.

موقعة الأحد المقبل (بروفة جنرال) قبل موقعة الربيع (مباراتى مارس للوصول إلى كأس العالم)، إنه العرض الكبير، والأحد البروفة التى ننتظرها، الكأس التى نستحقها عن جدارة.

ما فى فريق فى البطولة واجه كل هذه المنتخبات الرهيبة، تواليا، وخطوة خطوة، وفوزًا وراء فوز، بثقة لا محدودة فى إمكانيات لاعبين شباب يواجهون أعتى المنتخبات القارية التى تضم جبابرة القارة المحترفين فى كبريات الدوريات الأوروبية، أسماء تخض ولكن الفراعنة مدربون على الصيد البارد.

تعجب من هذه الروح الانتصارية التى بات عليها منتخب الفراعنة إذ فجأة، يقينا مفاجأة حلوة، المتفائلون وأنا منهم كانوا على يقين بالفوز، والمرور للنهائى، ولكن كان ينقصنا الحيثيات، ولكنه الحدس الوطنى الذى لا يخيب.. وها هم يبرهنون على استحقاقهم هذه الثقة الغالية.

«روح الفريق» ما يميز المنتخب المصرى، روح الجماعة، الإحساس بالمسؤولية، الكل فى واحد، هذا ما لم نستشعره قبلا، ولمسناه خلال الأسبوعين الماضيين، الروح الانتصارية تكسب، وتعبر، وتصد، شباب واقفون على أقدامهم، يحملون اسمًا هو الأعلى فى الوجود.

لماذا كل هذه الفرحة العريضة بالوصول للنهائى، لأنه وصول مستحق، بجهد وعرق، وبشرف ومهارة، الفرحة لأن المنتخب استرد مكانته الطبيعية، وترتيبه الدولى المعتبر، وتسيد القارة كرويا، ويوم يلتقى أسود السنغال الهصورة، ستكون موقعة أخيرة ظافرة بإذن الله.

يوم الأحد، تحديدا، كما يقال «اليوم يومك يا صلاح»، فى مواجهة الأسد «ساديو مانى»، فرعون قادم لترويض أسد متوحش، محترف صيد، والفرعون فى مهمة أخيرة لوضع بصمته على وجه الكرة السمراء، الكابتن صلاح «أبو مكة » معلقة فى رقبته الآمال العظيمة، وهو لها، وعند الشدائد تظهر معادن الرجال، وكنتم رجالة، ووقفتم وقفة رجالة.. وعلى البركة نكمل المشوار الصعب.
نقلا عن المصري اليوم