ماجدة سيدهم
صغيري ليس مهما أنك ترحل من بعد جهد وإنقاذ ولم يزعجني موتك فهذا أفضل جدا من حياة ربما ستكون أكثر مأساوية أو لأنها ليست جديرة بك ..
.لكن من حقي أن أسألك أنت يارب لماذا بهذه الطريقة المفجعة ..!
ولماذا تخليت بصمتك عن رعبه ..ومادام رحيله حتمي لماذا ظل كل هذه الأيام بمفرده في ضيقته وحيدا ..
هل تعلم كم من الساعات بقي مبلولا تحت التراب . ؟ أخبرك أنا ..قرابة المائة ساعة يارب لم يدرك فيها أن العالم من فوقه يترقبه حيا .. بينما ظل معزولا يعاني فزعة المكان وشدة التكسر وقسوة البرد والأفتقاد الشديد لحضن أبويه ..
أليس من الرحمة موته فور سقوطه مباشرة .. أو لو لم يأت لهذا العالم بعد .. وأي رسالة هذه يستغل فيها الصغار لانتباه ضمير البشر ..نحن أيضا نحرق ونأكل أكبادنا بمضغ صغارنا .. أجبني يا الله ...فأنا حقا حائرة وغاضبة جدا ..
أطفالنا باتوا تعساء .. تبتلعهم البالوعات الفاضحة وتسرقهم مراكب البحر والترع بوحشية ..
أطفالنا يختطفون وينتهكون ويحرمون ويشردون ويكدحون وينتزعون من الطمأنينة عنوة وماعادوا يلعبون .. فقط يستغلون ويصرخون بلا سائل ..شاخوا قبل أن يمرحون ..أطفالنا واجهة حقيقية لشقاء أوطاننا إذ باتوا وقودا حيا لصراعات البلاد والنفوذ .
العالم أصبح قاسيا شريرا ومغيبا ونحن لم نعد نستحق نقاء ورقة الطفولة ..فإما أن تصيبنا بالعقم أو كما وعدت ألا تنساهم وأن تحميهم من الشرير ..مننا نحن ..فأين أنت إذن .!
غير أني أذكرك وأشير لك الآن عن صغير آخر هناك يصرخ شدة التعذيب "فواز " من قبل خاطفيه بسوريا ... كيف تصمت حتى الآن ..ألم يزعجك صراخه وهو بلا حيلة.. وكم من صغار يرتعدون مثله في كل مكان... هل نسيت وعدك ..هل تسمعني .. هل ترانا في هذا الكم من التشرد الانساني ..وهل كان القاع افضل من ضجة فوهات العالم .. أجبني أرجوك وتحرك سريعا !
أنا أؤمن واثق بك .. فقط أريد أن تفسر لي لأفهم فلا تزيدني حيرة ..