ما أن نسمع بإصابة أحدهم ممن خالطناهم مؤخراً بفيروس كورونا الجديد، حتى يسارع معظمنا لعمل فحص PCR للتأكد من عدم الإصابة بالعدوى أيضاً. وأول من يفعل ذلك هم أفراد عائلة المصاب تحديداً، لكن المفاجأة تكون في عدم تسجيل أية إصابة بين أفراد العائلة الآخرين غير المصاب بالفيروس.
 
كما أن البعض يبقى في نفس المنزل وحتى الغرفة ذاتها مع المصاب بكورونا، ومع ذلك لا تنتقل العدوى إليه. وهي حالات مُسجلة في الكثير من الدول، ومنها أستراليا التي تشهد ارتفاعاً متزايداً في أعداد الإصابة بفيروس كورونا الجديد بسبب متحور أوميكرون سريع التفشي.
 
فما هي الأسباب وراء عدم إصابة باقي أفراد العائلة، عند تسجيل إصابة فرد منهم بالفيروس؟ هل الأسباب لها علاقة بقوة المناعة فقط، أم أن هناك جينات مسؤولة عن حمايتنا من الفيروسات؟
 
عدم إصابة أفراد العائلة بكورونا عند إصابة فرد منهم
ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" عن موقع Nzherald الإخباري الأسترالي، قصة شخص لم يصب بفيروس كورونا على الرغم من تواجده مع شريكته المصابة في ذات المنزل والغرفة.
 
وبحسب الإسترالي كايل بيرنز، فإنه أمضى فترة العزل الكاملة مع شريكته المصابة بفيروس كورونا دون أي تنتقل العدوى إليه. وقد تشارك بيرنز وشريكته النوم في الغرفة ذاتها لمدة 4 أيام عندما كانت المرأة تعاني من أعراض خفيفة، لينفصلا بعدها داخل المنزل مع إبقاء التواصل بينهما.
 
وكايل البالغ من العمر 26 عاماً، يعد واحداً من العديد من سكان أستراليا الذين حالفهم الحظ بعدم التعرض للإصابة بفيروس كورونا على الرغم من وجودهم داخل منزل يعيش فيه مصابون بالمرض.
 
المناعة تحول دون انتشار الفيروس
يشير توني كننغهام، عالم الأمراض المعدية، لوجود العديد من العوامل المؤثرة في عدم إصابة أفراد عائلة المصاب بفيروس كورونا بالرغم من مخالطتهم له، منها ارتفاع مستويات مناعة الشخص المصاب بالفيروس ما يؤثر على انخفاض سرعة الفيروس للإنتقال بين الأفراد.
 
مضيفاً أن البعض قد يكون "محظوظا" أو محصناً بجينات صحيحة تحول دون تعرضه لخطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا ومتحوراته المختلفة التي ما زالت حديث الناس حول العالم.
 
فعالية الجرعة الثالثة في الوقاية من عدوى كورونا
كذلك لفت كننغهام إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة ثالثة من لقاح كورونا، قد تكون كمية الفيروس في أنوفهم وأجهزتهم التنفسية تسقط بشكل أسرع، مما يعني أنهم ليسوا معدين لفترة طويلة.
 
وقد تختلف مستويات أفراد العائلة غير المصابين بفيروس كورونا، لكن هذه المستويات ستتعزز بشكل واضح في حال الحصول على جرعة معززة أو في حال الإصابة بفيروس كورونا من قبل.
 
كما أشار خبير الأمراض المعدية لوجود عامل آخر يحول دون إصابة باقي أفراد العائلة بفيروس كورونا، ويتمثل في زمن وقوع الإتصال بين المصاب وغير المصابين، وعما إذا وقع في الفترة المعدية أم لا.
 
وفيما يخص امتلاك البعض لجينات محظوظة تحمي من الإصابة بكورونا، أشار كننغهام إلى أن فريقاً دولياً يبحث عن المقاومة الجينية لمرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا، والتي تبدو كأنها قوة كبيرة في مواجهة الفيروس.