كشف تقرير حكومي مصري عن زيادة في معدل الشائعات التي تسهدف استقرار البلاد خلال الفترة الماضية، وذلك بالاعتماد على عدد من التقنيات الحديثة لبثها والترويج لها بهدف إثارة البلبة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية.
وبحسب التقرير الصادر مؤخرا عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، حول الشائعات، شهد عام 2021 أكبر معدل للشائعات، حيث جاء ترتيب السنوات طبقاً لمعدل انتشار الشائعات، خلال الفترة من 2014 لـ 2021.
وأوضح التقرير أن عام 2021 جاء فى الصدارة بنسبة تبلغ 23.5%، وذلك مقارنة بـ 22.9% عام 2020، و20.1% عام 2019، و12.9% عام 2018، و9.3% عام 2017، و6.5% عام 2016، و3.1% عام 2015، و1.7% عام 2014، علماً بأن هذا توزيع نسبى لإجمالى الفترة المذكورة.
وفي التفاصيل كشف مصدر حكومي مصري، رصد زيادة في معدل الشائعات التي تستهدف استقرار البلاد خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن الجماعات التي تعمل على بث تلك الأكاذيب بدأت باستخدام أساليب جديدة في التعامل معها وفق آليات حديثة تستخدم في حروب الجيل الرابع والخامس.
وأوضح المصدر الذي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" وفضل عدم ذكر اسمه، أن وحدة رصد الشائعات التابعة لمجلس الوزراء تعمل بشكل مستمر لرصد كافة الشائعات التي تحاول جماعة الإخوان الإرهابية الترويج لها من خلال منصاتها الإعلامية أو اللجان الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والرد الفوري عليها.
ما هي حروب الجيل الرابع؟
وتُعرف حرب الجيل الرابع والخامس بأنها، حرب استغلال المعلومات في التضليل وضرب الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
وبحسب عمر محمد علي، في كتابه "حروب الجيل الرابع"، تعتمد في المقام الأول على المواجهة الخفية مع أفراد المجتمع عن طريق استغلال ما يتم التوصل إليه من معلومات، بما يخدم زعزعة الثقة بين المجتمع ومؤسساته، ثم تأتي المرحلة التالية، وهي نشر الفوضى وإنهاك قوى الدولة، وبالتالي فإن هدفها يتحقق من خلال المراحل التالية: جمع المعلومات، الحرب النفسية، التوجيه، الفوضى.
وتعد الشائعات من أهم أساليب ووسائل الحروب النفسية والاجتماعية خلال تنفيذ حروب الجيل الرابع.
رصد ومواجهة على مستوى عالٍ
من جانبها، قالت نعايم سعد زغلول رئيس المركز الإعلامي بمجلس الوزراء، إنه منذ 2014 حتى الآن تم رصد تحور في الشائعات، ويتم إصدار الشائعات بشكل مستمر بطرق وآليات مختلفة خاصة مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة في محاولة لتزييف الحقائق، وذلك في مداخلة مع أحدى القنوات المصرية.
كما أشارت زغلول إلى أنه يتم الرد الفوري والسريع على جميع الشائعات، ويتم إتباع منهجية رائدة في التعامل مع حروب الجيل الرابع من الشائعات.
الجماعة توظف كافة أذرعها في حرب الشائعات
ويقول اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق للمعلومات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن جماعة الإخوان الإرهابية لجأت خلال الفترة الماضية، إلى استخدام كافة التقنيات التكنولجية الحديثة التي يمتلكونها والتي هي في متناول أيديهم من شركات إعلامية كبرى أو مؤسسات دعائية لفبركة أي أخبار مغلوطة حول الأوضاع العامة في مصر، بغرض ضرب الاستقرار، مستغلين في ذلك التقنيات الحديثة وتكنولجيا الجيل الرابع والخامس.
وأوضح الرشيدي أن الجماعة تعتمد أيضا على تلك الأدوات لفبركة الأخبار والأحداث مثل التظاهرات أو المحادثات الصوتية لشخصيات عامة عن طريق تسجيل نبرة الصوت ثم إعادة التسجيل بكلمات أخرى تخدم السياقات التي يستهدفونها.
وتابع: "ولكن في الوقت ذاته تمتلك مصر نظم على قدر عال جدا من التطور والدقة وهو ما يمكنها من كشف هذه المخططات والتصدي لها من خلال عملية "التشريح الإلكتروني"، بمعنى "إجراء عمليات فحص ومراجعة دقيقة للصور والفيديوهات وكذلك التسجيلات، وفصل المزيف من الحقيقي".
وهي عملية معقدة لكن الاجهزة المصرية لديها كفاءات عالية ومميزة في هذا المجال، وثمن الرشيدي جهود وزارة الداخلية بهذا الصدد.