إعداد/ ماجد كامل
يعتبر تمثال "موسي النبي" للمثال الإيطالي العالمي مايكل انجلو ( 1475- 1564 ) واحدا من أروع الأعمال الفنية التي أبدعتها يد مثال عبقري في حجم مايكل انجلو ؛ ولقد بدأ مايكل انجلو العمل بهذا التمثال عام 1515 ؛ومن القصص الطريفة التي تروي عن هذا التمثال أنه عندما أتاه العمال بقطعة الرخام الصماء والتي سوف ينحت منها مايكل انجلو تمثاله أخذ يصرخ في هذه القطعة قائلا "أخرج يا موسي ؛أخرج يا موسي " وعندما أنتهي من عمل التمثال بهت بجماله فخاطبه قائلا "قل بربك ماذا ينقصك حتي تنطق ؟ " ثم صرخ في التمثال "أنطق ياأخي؛ انطق يأخي " وعندما وجده لم يرد عليه ضرب التمثال بقطعة الأزميل التي في يده فكسر منه قطعة صغيرة ؛وأخذ يبكي بمرارة ؛ والتمثال يصور موسي النبي في شكل رجل مفتول العضلات جالسا علي مقعد منحنيا بجسده قليلا إلي اليسار وملتفتا برأسه إلي اليمين وكأنه ينظر إلي شعب إسرائيل بغضب يعنفهم علي تركهم عبادة الله الحي و عبادتهم العجل الذهبي بدلا منه ؛ ويبلغ إرتفاع التمثال حوالي 235 سم وموجود حاليا في كنيسة القديس بطرس الرسول بإيطاليا . ولقد قال المثال الفرنسي الشهير أوجست رودان عن هذا التمثال للتدليل علي قوة تماسكه "إنه يمكن دحرجته من فوق قمة جبل دون أن تصاب تلك القسمات بأذي " وذلك يدل علي قدرة مايكل أنجلو الهائلة علي تطويع الرخام تحت أصابعه الساحرة ؛والمتأمل في التمثال جيدا ينبهر من قدرة مايكل أنجلو الهائلة علي نحت عضلات الذراعين وتفصيلها عضلة عضلة ؛ولعل هذه القدرة ترجع إلي أهتمام مايكل أنجلو بدراسة علم التشريح كمقدمة أساسية للاحاطة بتكوين جسم الإنسان قبل رسمه أو نحته . ولمايكل أنجلو أعمال أخري رائعة مثل الرسومات الجدارية فوق سقف كنيسة سيتستين والتي ظل معقا فوق سقالة لمدة أربعة سنوات حتي يمكن رسمها ؛كذلك تمثال "داود النبي " وتمثال "الرحمة . وهو يمثل السيدة العذراء وهي باكية فوق جسد السيد المسيح بعد إنزاله من علي الصليب " وغير ذلك من الأعمال العظيمة الرائعة .
ومن العبارات الجميلة التي قالها مايكل انجلو قبل وفاته بقليل والتي تكشف عن رغبته في العمل من جهة ؛وعن تواضعه الشديد من جهة أخري ( إنني أشعر بالأسي لأنني أموت قبل أن أقوم بإنجاز كل ما كنت أرجو إنجازه من أعمال ؛إنني أشعر أني أموت عندما تعلمت فقط أن أتهجأ حروف الفن )