Oliver كتبها 
- كان إيليا النبي أول من كشف الكتاب المقدس عن حياته كأحد السواح.يأكل غير ما نأكل.يصلي بقلب نارى ليس كما إعتدنا في صلواتنا.يتعامل مع الله وجهاً لوجه و ليس بالإيمان فقط.يتكلم مع الله فماً لفم ليس لأنه نبي فبعض الأنبياء لم يتكلموا مع الله فماً لفم لكن لأنه عاش بالروح و غلبه الروح بالأشواق السمائية.حتى أن أحد السواح أحب حياة إيليا النبي و كان علي إسمه و عاش تلميذاً له و إسمه القديس إيليا السائح بجبل سمهود( الفيوم) .تحتفل به الكنيسة في 13 كيهك.فالتلمذة على سير السواح تنقل لنا من روح الله الذى فيهم و هذا ما طلبه إليشع النبي لنتعلم .هو طلب روحين من إيليا النبي فعاش تلميذاً له حتي بعد إختطافه للسماء.
 
-.كان الأنبا بولا أول السواح الذين عرفتهم الكنيسة لكنه ليس أول سواح المسيحية. من سيرته تعلم آباء الرهبنة طقس السواح.كتب سيرته البابا أثناسيوس و لم ينشغل في مظاهر السياحة لكن في روحيات السياحة.فكان مبدأَ هام في سير السواح أن نتعلم حياتهم مع الرب و ليس قدراتهم الخارقة بثمر النعمة التي أخذوها. كان  القديس الأنبا أنطونيوس أحد اصدقاء السواح و هذه نعمة أخرى.
 
- السائح هو إنسان يعيش مع الرب ناسياً نفسه.منفصلاً عن الزمان و المكان لأنه مستغرق بالتمام في محبة الرب يسوع.ليس هذا المستوى الروحى بعيد عن أحد فلا يشترط فيه سن أو رتبة أو معرفة مسبقة.ليس عالم السواح هو عالم من البهلونات الطائرة كما تصورها الأفلام الساذجة  التى تمثل حياة القديسين.فعالم السواح هو عالم ملائكي فيه ما يشبه الملائكة في حياتهم و صلاتهم و محبتهم  للمسيح و لبعضهم البعض و لأهل العالم  و صلواتهم الدائمة بغير تراخ.السواح أناس بسطاء مارسوا سلطان أولاد الله كما مارسه أبوانا قبل السقوط لكن و لأنهم لا زالوا في الجسد فهم يسقطون في زلات مثل باقي الناس و يتجربون من حيل إبليس و قد تكون سقطاتهم شنيعة مما يجعلهم حذرين أشد الحذر غير معجبين بأنفسهم بل منكسرين متضعين.
 
- يعيش السواح في أماكن خاصة و يصلون في كنائس بسيطة أحيانا في كنيسة بقرية من القري و أحيانا في دير مهجور أو مكان اثرى لم يكتشف بعد.يعيشون جماعات بقلب واحد يصلون معاً .لهم إعتكافات كثيرة يختلون فيها فرادى مع الله و ينطلقون بالروح إلى حياة السماء العجيبة.عمق الحياة مع كلمة الله و عمق حياة الصلاة هما كسوة الشتاء و الصيف لهم.قد يعبرون بك فلا تكتشف أنك قابلت سواحاً إلا في السماء حين تلتقون وجها لوجه.و للسواح اصدقاء يرتاحون لمعرفتهم.يسمحون للأصدقاء بالإقتراب منهم ليأخذوا بركتهم. ليس شرطاً أن يكون أصدقاءهم سواحا مثلهم كما كان أنبا أنطونيوس قديس و صديق السائح أنبا بولا و لكن أنبا أنطونيوس لم يكن سائحاً. لكن السواح من أجل الإتضاع يفعلون هذا .يقتربون من الصغار و يدعون أنهم يسألونهم عن معرفة طريق الرب.لا يستخدم السائح طرق معجزية للتنقل أو السفر إلا للضرورة حتي لا يكشف نفسه خصوصاً إذا كان السائح شخصاً معروفاً.بعضهم يستخدم طرق كثيرة ليخفي قداسته سواء بالتظاهر بالغضب أو البلاهة أو الكلام في أمور أخري للتشتيت.لذلك قال الكتاب أنهم يطوفون في جلود غنم و معزى معوزين مذلين .تائهين و العالم لم يكن مستحقاً لهم. تائهين العقل الأرضى متنعمين بالعقل الروحى المملح بالقداسة كما في إنجيل المسيح.عقلهم لا يتحول كثيراً عن الهذيذ في شخص الرب يسوع و التلذذ بكلمة الروح القدس المحيية.يحدث خلط كثير بين السواح و اصدقاء السواح في سير القديسين خصوصا الحديثة منها.
 
- السواح في الكنيسة الروسية و اليونانية و الأنطاكية كثيرون.لكن في الكنيسة الروسية يطلق لقب سائح علي الراهب المتجول من مكان لآخر يتكلم عن الله و لا يستقر في موضع و قد يتنكر من مكان لآخر أو يغير أسمه كما فعل أنبا رويس في مصر,لم يذكر تاريخ الكنيسة عن إستشهاد اي سائح لأن السائح مات تماماً عن العالم أي أنه شهيد يومي للمسيح  من أجله مات كل النهار.
 
- السياحة ليست رتبة يصل إليها الإنسان بالتدريج كالرتب الكهنوتية لكنها إختيار إلهي له مبرراته الإلهية غير المدركة. هي نعمة خاصة أكثر منها ثمرة جهاد.ليس هذا ينفي حاجتنا للجهاد و شوقنا الترقي في عالم الروح لكن لا يظن أحد أن عالم السواح مكافأة جهاد لكنها مكافأة نعمة.و السواح منهم أطفال كما كان الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذى عاش مع السواح زمناً و هو طفل.منهم نساء كالقديسة مريم السائحة منهم رجال كالأنبا كاراس و منهم شيوخ كالأم سارة  في القرن الخامس و الأم إيريني في القرن العشرين . منهم متزوجون و لكنهم يعيشون بطريقة غير تقليدية كأبونا بيشوى كامل الذى عاش مع السواح كثيراً في برية مريوط. السواح لا ينقطعون من اي جيل فهم شهود للسماء عن الأرض. ليس شرطاً أن يكونوا رهباناً أو حاملي رتب كهنوتية.فمن الفلاحين يوجد سواح و من الجنود و من الخدام.جميعهم يميزهم حب سخى بلا شروط للمسيح و رؤية واضحة للصليب و القيامة معاً.يعيشون الألم و المجد كوجهي عملة وحيدة يمتلكونها.المدح كالذم لا يبالون بكليهما.ماتوا عن تأثيرات الأرض فإرتقوا عن أهل الأرض مع أنهم في الأرض لكن السماء فيهم و ملكوت الله يشدهم إلى فوق كل الوقت.
 
- أما الرب القدوس فقد أعطانا على الأرض هذه الطغمة لكي لا نستصعب حياة التقوى و تكون فينا غيرة حسنة فنشتاق للنمو الروحى و نتأمل في حياتهم قائلين .إذا كان الرب الحنان قد أعطاهم هذه النعمة علي الأرض فكم و كم سنأخذ من الله كلنا في السماء.إذا كنا علي الأرض ناقصين و بيننا سواح فكيف سيكون الحال بعد أن نصبح كاملين؟ أنت تطمئننا أيها الرب المحب أنك معنا و أنك تأخذ بيد الضعفاء و تشفق على الأرض بتهيئة البعض بالنعمة لكي يجولوا بيننا و العالم غير مستحق لهم. المجد لك.