بقلم: ملاك بشرى حنا
نشأته:
ولد (ميخائيل) فى سمالوط، وكان أبوه (القس يوحنا) كاهنا معروفا فى سمالوط، وقد اشتهر بلقب (أبن سميعة)، عاش طفولة عادية ولا نعرف أية تفاصيل عن فترة نشأته إلا أنه كان محبا لحياة الوحدة، فترهب فى دير ابومقار، وقد اشتهرت سيرته كراهب يتمتع بفضائل كثيرة كالنسك والقداسة والعلم، مما استدعى أن ينتخبوه بطريركا بعد نياحة البابا غبريـال السادس البطريرك الحادى والتسعون.

وبعض المصادر تقول أنه لا يُعرف فى أى دير ترهب، فتقول إيريس حبيب المصرى: " ثم اجتمع الأساقفة والأراخنة واستقر رأيهم على الراهب ميخائيل السمالوطى، الذى لم يذكر المؤرخون فى اى دير ترهب، فاخذوه إلي كنيسة العذراء بحارة زويلة ورسموه البابا الاسكندرى الثانى والتسعين باسم ميخائيل الرابع. على أن بابويته لم تدم غير سنة واحدة وثلاثة أيام. فمر كما يمر السحاب العابر"  

وهناك مصادر ذكرت أنه ترهب بدير ابو مقار، والأرجح أنه عُرف مكان رهبنته، لأنه حظى بشهرة كبيرة بين الرهبان مما دعى لأنتخابه لتلك المسئولية الخطيرة، ربما يكون معروفا كشخص ذائع الصيت، لأنه لو لم يكن معروفا ما كانت أجمعت الأراء على اختياره.

أما عن مكان نشأته فكل المصادر أتفقت على أنه من سمالوط، أما عمر طوسون، فقد كان أكثر تحديدا أذ ذكر البلد والمديرية فقال: "أصله من ناحية سمالوط التابعة لمركز سمالوط بمديرية المنيا، وقد أقام بطريركًا سنة وأربعة أيام، من 13 أمشير سنة 1193 إلى 16 أمشير سنة 1194 ش، أى من 7 فبراير سنة 1477م إلى 10 فبراير 1478م- من 22 شوال سنة 881ه إلى 7 ذى القعدة سنة 882ه،وتوفى. وكان مشهورًا بابن السمالوطى. وقد خلا الكرسي بعده سنتين وشهرين وبضعة أيام."    

ورغم دقة تحديد عمر طوسون لمكان البابا ميخائيل الرابع (السمالوطى) وأنه البطريرك الـ 92 فى تعداده بين البطاركة، إلا أنه أخطأ  فى تكرار اسمه بين البطاركة فقال أنه ( ميخائيل السادس)، بينما من حمل الاسم من قبل كانوا ثلاثة بطاركة كما ذكرنا سابقًا.  

البطريرك الـ 92 :
فى 13 أمشير سنة 1193 ش الموافق 7 فبراير 1477م، شاءت العناية الإلهية أن يُختار الراهب ميخائيل السمالوطى بطريركا للكرسى المرقسى، الذى خلا بنياحة البابا غبريـال السادس. وكان ذلك فى عهد السلطان قايتباى.  فكان تعداده فى سلسلة البطاركة العظام البطريرك الـ 92 وقد سمى بنفس اسم الرهبنة(ميخائيل) .

والجدير بالذكر أن من تسمى بهذا الاسم فى سلسلة بطاركة الكنيسة من أيام مارمرقس حتى يومنا هذا، أربعة اشخاص فقط وهم:
-البابا ميخائيل البطريرك السادس والأربعون، ( الأول).
- البابا ميخائيل البطريرك الثامن والستون، (الثانى).
- البابا ميخائيل البطريرك الحادى والسبعون، (الثالث).
- البابا ميخائيل البطريرك الثانى والتسعون، (الرابع).  

وقد كانت فترة حكم قايتباى من الفترات الجيدة فى تاريخ الأقباط،" ولم يعان الأقباط إضطهادات مقصودة فى حكم قايتباى، وكانت الحكومة تستخدم منهم كثيرين فى أشغال الهندسة المعمارية لبناء الجوامع والمدارس الكلية فى القاهرة، وأعظم المبانى المعمارية التى نمت فى أيام قايتباى بالقاهرة كانت من وضع هؤلاء المهندسين الأقباط. وجلس على كرسى الكرازة المرقسية فى حكم قايتباى بطريركا، لأن البطريرك غبريـال كان قد توفى سنة 1475ش وأخلفه البطريرك ميخائيل"      

 وكانت فترة حبريته متميزة بالهدوء، وأيضًا كانت إقامته على الكرسى المرقسى من أقل فترات البطريركية.

"فمن أقل البابوات جلوسا على الكرسي هو البابا أرشيلاوس (18) ومدة حبريته 6 اشهر، وقيل بل أقلهم فى مدة حبريته البابا سيمون الثانى(51) الذى جلس على الكرسى المرقسي 5 شهور وقال البعض سبعة اشهر ونصف . يليهما البابا ميخائيل الثانى الـ(71) الذى جلس على كرسي مارمرقس 8 أشهر فقط. أما عن البطاركة المعاصرين لنا، فقد كان البابا مكاريوس الثالث الـ(114)هو أقلهم جلوسا على كرسى مارمرقس إذ كانت حبريته 16 شهرًا"  . أما البابا ميخائيل السمالوطى فكانت مدة جلوسه على كرسى مارمرقس هى سنة واحدة وثلاثة أيام.

 فكانت مدة إقامته بطريركا كالتالى:
بطريركا  13 امشير 1193ش – 7 فبراير1477م
النياحة 16 أمشير 1194ش – 10 فبراير 1478م
مدة البطريركية سنة واحدة – وثلاثة ايام
وقد أُقيمت له جنازة مهيبة ودفن فى كنيسة السيدة العذراء الاثرية بابليون الدرج فى أيام السلطان قايتباى.
كتاب بطاركة من سمالوط ص 112 -  114