أعلنت دار الإفتاء المصرية، اليوم الجمعة، إن ليلة الإثنين المقبل، هي ليلة الإسراء والمعراج .

 
وأوضحت الدار فى منشور عبر حسابها الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، أن ليلة الإسراء والمعراج تبدأ من مغرب يوم الأحد 27 فبراير حتى فجر الإثنين 28 فبراير، موضحة أن "27 رجب 1443هـ هذا العام سيوافق 28 فبراير 2022م".
 
الإفتاء ترد على المشككين فى الإسراء والمعراج
ردت دار الإفتاء المصرية على المشككين فى رحلة الإسراء والمعراج مؤكدة أن المغالطات حول رحلة الإسراء والمعراج تدور فى اتجاهين؛ الأول: هل حدثت هذه المعجزة؟ والثانى: متى حدثت؟
 
فأما حدوثها؛ فقد حدثت قطعا؛ لأن القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عز وجل: ﴿سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير﴾ [الإسراء: 1] والمقصود بـ﴿بعبده﴾؛ أى: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والآية دالة على ثبوت الإسراء.
 
أما ثبوت المعراج؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى﴾ [النجم: 13 - 18] والمقصود بالرؤية فى الآية الكريمة: رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل فى المعراج.
 
وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها: لقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرح به؛ لقوله تعالى: ﴿بعبده﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة فى ليلة واحدة.
 
وما يراه البعض من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية؛ فإن هذا الرأى لا يعول عليه؛ لأن الله عز وجل قادر على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحا وجسدا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحق التعجب منهم.
 
وأضافت: أما إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب: أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذى أسرى بعبده، فلم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل فى الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل، فضلا عن أن غرابة وصف الرحلة منتف وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذى تمكن من نقل أوراق وصور إلى أى مكان فى العالم، فضلا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكترونى منذ عدة سنوات.
 
وعن ثانى الاتجاهات التى تناولت رحلة الإسراء والمعراج وهو اختلاف تاريخ الرحلة، قالت دار الإفتاء: إن تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثير من الأئمة واختاره جماعة من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديما وحديثا، فضلا عن أن تتابع الأمة على الاحتفال بذكراها فى السابع والعشرين من رجب يعد شاهدا على رجحان هذا القول ودليلا على قوته.
 
وناشدت دار الإفتاء بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة، فهو جدل موسمى برغم استقرار منهج البحث العلمى والشرعى فيه، والأولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العبر والدروس المستفادة من المناسبة؛ كالثقة بنصر الله، وحسن التسليم والتوكل عليه، والأخذ بالأسباب، ويبقى الدرس الأعظم فيها هو ترقب الفرج فى كل شدة، والثقة بالأمل والمستقبل؛ فالمحن تتبعها المنح من خلال السعى بجد واجتهاد لتحصيل ثمار الكد والصبر عليه، فكل محنة وشدة يلحقها منحة وعطاء وتكريم من الله تعالى