بقلم مجدي جورج

كتب حافظ الميرازي مقالة بعنوان ( كيف  اضرت انتهازية ابراهيم عيسي بالعلمانية وحرية الراي ) منتقدا  فيها ابراهيم عيسي وسارد عليه ليس دفاعا عن إبراهيم عيسي فهو اقدر واجدر ان يرد بدلا مني ولكني سارد علي بعض ماقاله الميرازي لانها نقاط  تلامسنا ونلامسها نعايشها وتتعايش معنا وهي :-
اولا الاستاذ حافظ الميرازي وهو صحفي واعلامي مخضرم يعلم ان ما لايدرك كله لا يترك جله فاذا كان لا يمكن للاعلامي  تقديم برنامج سياسي نقول فيه الحقيقة كاملة وينقد الحاكم وبعد اول حلقتين يمنع نهائيا كما حدث مع  عدة مقدمين منهم ريم ماجد ولليان داوود ويسري فودة وغيرهم فان هذا لا يعني ان الاعلامي لابد ان يصمت بل يمكن ان يشارك في خدمة مجتمعه ويودي رسالته الاعلامية بطريقة اخري .
 
ثانيا وهذا ما فعله ابراهيم عيسي فقد وجد ان الداء ليس في الديكتاتورية السياسية بل في الخطاب الديني نفسه الذي يتحالف مع هذه الديكتاتورية ويكرسها فاذا تم اصلاح ذاك تم القضاء علي الديكتاتورية السياسية .
 
ثالثا تتحدث حضرتك عن ممارسة المسلم العادي للعلمانية لانه يهني جاره ولا يتدخل في ارتداءه صليب او يشكك في عقيدته او يري مدرسة ابنه المسلمة غير محجبة فيتحدث معها يذوق او يري جاره المسلم لا يصوم ولا يذهب للصلاة فلا يساله .
 
طبعا ما ذكرته حضرتك كله ليس له علاقة بالعلمانية ولا يجب ان يسال احد احدا عن ذاك اطلاقا ومع ذلك فانه كله مردود عليه كلاني :-
 
حضرتك واضح انك مش عايش معانا ولم تسمع عن اقباط قتلوا من جانب جيرانهم لانهم فقط اقباط ولا عن سيدات حاول بعضهم جز رقابهن لانهن يرتدين صلبان في رقابهن 
 
وربما لم نسمع حضرتك التشكيك اليومي في عقائد المسيحيين من كافة اجهزة الاعلام والتي يحرص الجار والمسجد احيانا علي اذاعتها من خلال الميكروفونات ليل نهار وتوجيهها علي منازل الاقباط .
 
اما عن مسالة مصري مسلم عادي لا يسائل مدرسة ابنه عن عدم حجابها فانصحك ان تقرا عن صيدلانية الزقازيق المسلمة  التي ضربوها واهانوها لعدم ارتدائها الحجاب او عن فتاة الفستان وماذا فعلوا بها .
 
رابعا خروج ابرهيم عيسي لمناقشة القضايا الدينية وتركه القضايا الدنيوية ليس هربا للنضال الاسهل بالعكس ابراهيم عيسي اذا انتقد حاكم فالحاكم ربما يمنعه او حتي يعتقله ولكن اذا انتقد فكر ديني خاطئ فقد يدفع حياته ثمنا لذلك كما فعل فرج فودة وهذا هو ما يفعله ابراهيم عيسي الذي يضع حياته علي كفه ويناضل لاجل اصلاح حقيقي لابد منه فلا اصلاح سياسي قبل الاصلاح الديني .
 
خامسا واضح ان حضرتك مؤمن بنظرية المؤامرة وتعتقد ان كل من يعمل مع الغرب او كل ما ياتي من الغرب هو مؤامرة لدمار الامة مع اننا لم نعرف حضرتك الا من خلال عملك معهم ، ولكن حتي لو صدق جسدك وكان توظيف ابراهيم عيسي في الحرة واعطائه فرصة عرض برنامج مختلف عليه مؤامرة ( بفرض ان هذا صحيح ) فقد استغلها إبراهيم عيسي استغلال جيد جدا لايقاظ الامة من غفلتها وقام بثورة فكرية تمثلت اساسا في حراك وعراك فكري قوي من خلال نقل افكار الكتاب العرب من مختلف الاقطار والذين كانوا يكتبون لخاصة الخاصة فاوصل افكارهم للعامة كي يفكروا بانفسهم ولا يتركوا لاحد من المشايخ او غيرهم التفكير بالنيابة عنهم وهذا بداية اصلاح حقيقي كما اري .