سكينة فؤاد
> أدعو الأجهزة المسئولة لتبنى إنتاج رغيف الكرامة المصنوع من خليط من القمح والشعير على مستوى قومى وايقاف إنتاج الرغيف الذى يستخدم القمح فقط خاصة بعد أن أثبتت تجارب لباحثين وباحثات نجاح إنتاج رغيف الكرامة وايضا أثبت هذا النجاح معاهد التغذية التابعة للدولة ووزيرا الزراعة والتموين بعد أن تواصلت معهما ... ومع الظروف الاقتصادية وما أثير من اشكاليات حول الميزانيات الضخمة التى يتكلفها دعم رغيف القمح الخالص وما صرح به وزير المالية لجريدة الاخبار الاسبوع الماضى ان 90 مليار رغيف خبز مدعم سنويا وان الزيادة فى فاتورة استيراد القمح ستصل الى 12 مليار جنيه، أتمنى ايقاف أن نكون على رأس مستوردى القمح وأغلب ما نحتاج اليه من مواد غذائية بعد أن كنا سلة غذاء العالم القديم.. كنت اتمنى ألا تكون هناك ظروف اكثر قسوة يعيشها العالم كله واشباح الفقر والجوع تكاد تطبق على أنفاس البشر نتيجة للصراعات السياسية والاقتصادية على مناطق النفوذ والتحكم والسيطرة على مصادر القوة والكر والفر بين الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبى وروسيا حول اوكرانيا واقتراب وابتعاد مناطق النفوذ ودون مبالاة بمعاناة الملايين من البشر الاكثر ألما واحتياجا من سكان الكوكب وكأنه لا يكفيهم ابتلاءات الفيروس اللعين وكوارث انهيار البيئة وانذارات ارتفاع حرارة الارض ... كل هذه الكوارث ألم تكن تكفى لتستدعى تضامنا انسانيا وسياسيا وعسكريا وعلميا واقتصاديا.. ولاشك أن الأزمة الأوكرانية تفرض علينا ضرورة الاعتماد على الذات والتوسع فى زراعة الشعير والقمح وانتاج الرغيف الآمن والمنقذ من خليط محسوب وبمراحل مدروسة من محاصيلنا الوطنية من القمح والشعير فى مقدمة مدخرات الامان لبلدنا والتى لا يكف الخالق عز وجل عن اتاحتها وتوفيرها لمصر .

> وفى قراءات لبعض الصحف العالمية وقفت أمام مجموعة من الموضوعات عن تأثير الأزمة بين روسيا واوكرانيا على اسعار المواد الغذائية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكيف ستؤدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية وتعطل سلاسل التوريد خاصة القمح والحبوب باعتبار ان روسيا اكبر مصدر للقمح فى العالم وظهرت اوكرانيا بين مصدرى الحبوب خلال العقد الماضى.

> قبل ان تظهر بوضوح ملامح الازمة العالمية لنقص الغذاء وانخفاض أو توقف إنتاجه وتصديره قدمت اكثر من تجربة رائعة لتخفيف آثار الازمة علينا فى مصر بإنتاج رغيف طيب المذاق عالى القيمة الغذائية منخفض التكلفة بخلط القمح بالشعير وبما يخفف أزمة لا تقل خطورة تعانيها مصر فى الشح المائى وبعد أن اكد جميع محبى الشعير والمدركين لأهميته لصحة الانسان والارض والحيوان ونجاح زراعته فى اراضينا الرملية الصفراء وبأقل كميات من المياه، فإن مصر تستطيع ان تتجاوز الازمة الاقتصادية التى ستترتب على الأوضاع والصراعات السياسية وأزمة أوكرانيا بأقل الاضرار بزراعة الحبة المباركة كما تطلق عليها .د. هويدا أبو العلا والتى فازت ابحاثها فى زراعته وصناعة الخبز منه بجائزة من اكاديمية البحث العلمى 2007 وبالإضافة للتجارب الناجحة التى أجرتها الباحثة سمية خضر وكانت واحدة من محاولاتها التى لم تتوقف لتحويل انتاج هذا الرغيف فى أفران معهد تكنولوجيا الغذاء واحتفى بها ووعد بتطبيقها ونشرها .د. شاكرعرفات مدير المعهد وكان انجاز هذا المشروع القومى الذى ينقذ رغيف العيش والدعم الذى تقدمه الدولة ينتظر قرارا من وزارة التموين ... ولا أعرف ماذا يمنع صدور هذا القرار المنقذ حتى الآن رغم أن وزير التموين كان بين القيادات والمسئولين الذين اكدوا سلامة ونجاح إنتاج هذا الرغيف؟!.

> أسعدنى خلال الايام القليلة الماضية التعرف الى تجربة أخرى ناجحة ورائعة فى ادراك اهمية الشعير وتبنى تشجيع صغار المزارعين على زراعته لأهميته الصحية والعلاجية وتنفذ مشروعها فى اطار حملة 100 مليون صحة والتى شارك فيها حتى الآن 52 مليون مصرى أظهرت الفحوصات ان ما يقرب من 40 % منهم ـ وبأعمار متفاوتة يعانون من السمنة والضغط والسكر وترى مؤسسة .د. ميره لاحياء التراث المصرى القديم وتنمية المجتمع ان الحل بالاقتداء بأجدادنا المصريين القدماء حيث كانوا يأكلون الشعير المقشور محمصا أو مجروشا ويصنعون منه مخبوزاتهم وتميزوا برشاقة القوام وصحة ذهنية وبدنية ـ وان حبة الشعير بعد تقشيرها أقل الحبوب فى المعامل السكرى بالاضافة الى تميز الشعير بفيتامينات وأملاح ومعادن نادرة ومهمة لتكوين هيموجلوبين الدم وبناء العظام ـ وبالقدرات الذاتية وبخبرات وأيد مصرية وانتجت المؤسسة ماكينة لتقشير الشعير تعاونت بها مع مشروع التغذية المدرسية بطاقة انتاجية طن فى اليوم.

> فى الذكرى الأولى لرحيل ابن بورسعيد ومناضلها البدرى فرغلى الذى قاد نضال أصحاب المعاشات للحصول على استحقاقاتهم ومع التحية لتاريخه المشرف الطويل الذى ظل منتميا ومدافعا عن البسطاء وجموع العمال الشرفاء الذين جاء منهم تصلنى صرخة ألم تلخصها ما كتبته السيدة سميرة خليل مصطفى من أرباب المعاشات والتى أرسلتها الى واحدة من منظومات الشكاوى الرسمية وتقول فيها: نحن من عاشوا مراحل تطور وعثرات وانكسارات أمتنا وعملنا سواء بالقطاع العام أو قطاع الاعمال أو المؤسسات الحكوميه وخرجنا على المعاش قبل 2005 وكان الحد الاقصى لأعلى مستوى وظيفى للادارة العليا لا يزيد قانونا على 500 جنيه شهريا وتعرضنا لأزمات اقتصادية واجتماعية عديدة، لذلك نتطلع الى منحنا علاوة استثنائية تكريما وتقديرا لمشوار نضالنا الوطنى.
نقلا عن الأهرام