Oliver كتبها
أحد الرفاع
- صعد المسيح علانية فوق الجبل و إبتدأ يعلم عن الكيان الداخلى.إنسان المسيح الباطني.كيف ينمو الإنسان فى الروح.يزهد فى المنظور ليقتني غير المنظور.فكلما كان المسيح واضحاً لنا يختفى الناس حوله و يبقي وحده على القمة.كأنه يتجلي كل يوم فينا.
- جعل الصدقة وسيلة لنمو محبة القلب,مقياسها لمن تقدمها.لله أم للناس أم لذاتك للتباهى و الرضا على النفس أو إسكات الضمير كما ظن الفريسي لأنه يدفع العشور.أما رب المجد فجعل الصدقة هى ذاتها محبة القلب.لذلك تقدم فى الخفاء.لأن المحبة أعظم ما تقدمه لله و الناس.فإن لم تكن غنياً فى المال فإعط الفلسين كالأرملة التى تشتاق لعريسها تعطيه الفلسين أى الروح و النفس.بذل النفس أثمن من مال العالم كله.المسيح بالصدقة يصالح طبقات المجتمع معاً.يعيد توزيع الثروات بالمحبة.شيئاً خفياً مثمراً يحدث فى المجتمع حين نحب الصدقة و نتصدق بحب.
-جعل الصلاة تقاس بالعمق لا بالكم لأنه ليس بكثرة الكلام بل بأشواق القلب.أخرج الصلاة عن المكان و أسكنها مخدع القلب.حين تغلق الباب عن العالم ينفتح باب السماء لكى تصير الصلاة صلاةً.لأن كل ما تصليه من القلب يأخذ من كل أوصافك و ظروفك و أشواقك و آلامك و يصعد بك إلى فوق .تصعد عطشانا إليه مشتاقاً بلا وصف.تنفتح عيون القلب فتراه فى قدسه و تختبر قوته و مجده مز 63هذه عظمة الصلاة الباطنية التى تؤهلنا للرؤية السمائية للتسبيح لشركة القديسين و الملائكة.فكيف بعد هذا يسعى البعض للتظاهر بالصلاة التى لا صلاة فيها.
- لأن مسيحنا عطوف لم يدعنا نتعذب بدون تعليمنا الصلاة بل علمنا صلاته الملكية.وضع فيها العناوين الرئيسية لعشرة الثالوث.نخاطب أبوة الآب.نقدس إسم الثالوث.نطلب مشيئته مع الخبز الأبدى.نغفر بالصلاة للمذنبين إلينا و نطلب النجاة من الشريرلكى نحيا مع الله.بالصلاة الربانية وفر المسيح لنا ببساطة و يسر أساسيات لغة الملكوت التى تصلح وحدها لمخاطبة الثالوث.
- الصوم عملاً روحياً فى الأساس.الجسد يشترك فيه بأقل قدر.لكن الصوم إنسحاق قلب.إتضاع روح.إنكسار للذات .الصوم جوع و عطش دائم لله الحى و لكلامه المحيى.لمحبة الله الأبدية.فمن يجعل الصوم منافسة و سباق لمن يجوع أكثر لم يدرك بعد الصوم فى الخفاء.لأن الخفاء فى الصوم معناه صوم الروح و القلب و الضمير و الذات و يصطحب معه الجسد آخر الأمر.فى هذا الخفاء تسكن مسرة الله.هذا الصوم يختاره الله.صوم باطنى شريانه المحبة و التوبة.صوم لا يخرج من المعدة بل من الضمير الصالح و الروح المنسكبة و القلب الذى يتجدد بالروح.
- كان المسيح يتجلي بتعاليمه فوق الجبل و سيظل يتجلي كلما خضعنا لوصاياه و تركز جهادنا على ما فى داخلنا.ليزيل الرب منا كل الشوائب و الزلات و يكسونا بجمال عشرته الباطنية فينعكس عمله علينا بفرح بالكل و مصالحة للكل و تشرق وجوهنا بدهن مسحة الروح ونتجمل .
- الصدقة فى الخفاء خدمة للعالم و الصلاة فى الخفاء خدمة ملائكية لتسبيح القدير و الصوم فى الخفاء خدمة الروح القدس فينا لتأهيلنا للملكوت. فمن يقتني إنسان المسيح يصير مسيحاً للأرض.من يملك على نفسه يتأهل للمدينة السماوية.ليمنحنا الرب محبته غير الموصوفة.