يمثَل الماء بشكله البسيط إنما الغني، حاجة حياتية ملحة للعديد من الكائنات الموجودة على سطح الأرض، خاصة الأنسان الذي قد يستطيع البقاء لعدة أيام بدون طعام لكنه بالتأكيد لا يقدر على البقاء على قيد الحياة بدون ماء.

 
ونسمع الكثير من النصائح التي يسديها الأطباء وخبراء الصحة والتغذية، من أهمية شرب الماء باستمرار وبكميات كافية يومياً للحد من الجفاف الذي يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية والأمراض.
 
وفيما تختلف الآراء بين ضرورة شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء كل يوم لتعزيز الصحة الجسدية وتحسين الذاكرة وزيادة طاقة الجسم وتعزيز صحة البشرة والحماية من التجاعيد، تتجه آراء أخرى نحو عدم التطرف في شرب الماء إلا عند الضرورة.
 
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون ونحن منهم: كم عدد أكواب الماء التي نحتاج لشربها يومياً؟ مع الإشارة إلى أن فصل الشتاء قد لا يتطلب القدر نفسه من الترطيب كما هي الحال خلال فصل الصيف، ولهذا فإن عدد أكواب المياه لا بد وأن تقل خلال الفصل البارد.
 
كم كوب من الماء نحتاج يومياً لصحة أفضل
لا يختلف طرفا النزاع هنا، من أن الماء مفيد جداً للصحة، لكن الخلاف هو حول الإستهلاك الزائد للمياه والذي يجده البعض غير ضروري.
 
ومن خبراء الصحة الذي يعارضون فكرة زيادة استهلاك الماء يومياً، كيلي آن هيندمان، باحثة في وظائف الكلى بجامعة آلاباما في برمنغهام، والتي أوضحت أن تفسير شرب الماء بكثرة قد جرى تضخيمه بحسب ما أشار موقع "العربية.نت" نقلاً عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
 
وقالت الباحثة المختصة في شؤون الكلى أن "الحفاظ على رطوبة الجسم أمر مهم بالتأكيد، لكن فكرة أن مجرد شرب المزيد من الماء سيجعل الناس أكثر صحة ليست صحيحة". مضيفة أنه "ليس صحيحاً أن معظم الناس يتجولون وهم يعانون من الجفاف المزمن، أو أننا يجب أن نشرب الماء طوال اليوم".
 
من جهته، كشف الدكتور جويل توبف، أخصائي أمراض الكلى وأستاذ الطب الإكلينيكي المساعد في جامعة أوكلاند في ميشيغان، أن المقياس الأهم لضمان الترطيب الدائم هو التوازن بين الصوديوم والماء في الجسم.
 
أما تامارا هيو-باتلر، عالمة التمارين والرياضة في جامعة واين ستيت، فأكدت أن النصيحة التي اعتدنا سماعها منذ العديد من السنوات وهي شرب 8 أكواب من الماء يومياً، ما هي إلا  مجرد خرافة. مشيرة إلى أن عوامل عدة تحدد مقدار ما نحتاجه من الماء، منها حجم الجسم ودرجة الحرارة في الهواء الطلق ومدى صعوبة التنفس والتعرق.
 
مقدار الماء الضروري يعتمد على الصحة
كما أكدت هيو-باتلر أن كمية المياه التي نحتاجها في اليوم تعتمد أيضاً على الصحة، وبالتالي فإن أن شخص مصاب بحالة طبية معينة مثل قصور القلب أو حصوات الكلى، قد يحتاج لكمية مختلفة عن الشخص الذي يتناول أدوية مدرة للبول على سبيل المثال.
 
بدوره، أفاد الدكتور توبف أن أفضل طريقة للحفاظ على أجسام معظم الشباب الأصحاء رطبة، هي بشرب الماء عند العطش. لكن هذه النظرية لا تلق التجاوب الكافي من خبراء صحة آخرين، ومنها هيو-باتلر التي تؤكد أنه ليس ضرورياً من وجهة نظر غذائية بحتة، شرب الماء للبقاء رطباً، لكنه خيار أفضل بكثير من الخيارات الأخرى غير الصحية مثل المشروبات الغازية المحلاة أو عصائر الفاكهة.
 
هل الكافيين يسبب الجفاف
يثير الدكتور توبف الشك حول هذه المقولة، مشيراً إلى أن تأثير الكافيين على الجسم لجهة زيادة الجفاف قد يكون ضئيلاً. كما أوضح أنه بالإمكان الحصول على الماء من الأطعمة التي نأكلها، وتسهم الوجبات الغنية بالسوائل مثل الفواكه والخضروات والشوربات والصلصات في حصولنا على الماء أيضاً.