اعتزال الأذى أمر ضروري جداً لكِ حتى لا يكون هناك ما يعترض سلامك النفسي، أو ما يصيبك بالهم والنصب، كل ما يهم أن تكوني عزيزتي قوية وحاسمة بالقدر الذي يمكنك حقاً من اعتزال ما يؤذيكِ سريعاً، ودون أن يأخذ منكِ ما لا يمكن تعويضه.

 
اعتزل ما يؤذيك
"اعتزل ما يؤذيك" قالها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويقصد بها الأذى المعنوي القاتل لضحيته، مقولة مهمة للغاية، فيها النجاة إذا طُبقت، والهلاك إذا أهُملت، لأن الاستسلام لأذى الآخرين له أن يقودك إلى خسارة نفسك، وصحتك النفسية والجسمانية، وله أن يحول بينكِ وبين راحة بالك للأبد، لذا لا تترددي في اعتزال ما يؤذيكِ، وخذي قراركِ سريعاً، واجعلي نفسك وراحتك فوق الجميع.
 
لماذا يجب عليكِ اعتزال ما يؤذيكِ؟
ثمة حقائق مهمة يجب أن تعلميها غاليتي عن الأذى ألا وهي:
من يحبك حقاً لن يؤذيكِ.
من يؤذيكِ لا يستحق أن تكوني في عالمه.
من يؤذيك شخص أناني ولا تتوقعي منه أن يكون كما تأملين.
من يؤذيكِ شخص مخادع ولا يستحق حبك.
الأصدقاء الحقيقيون لا يلحقون الأذى بأصدقائهم، فإذا حدث منهم الأذى هم ليسوا صادقين في مشاعرهم ولا في علاقتهم.
عدم تقدير الآخرين ليك أذى كبير فلا تتهاوني مع من لا يقدرك ولا يحترمك.
الأذى المعنوي أشد من الأذى الجسدي، لأنه يقتل الروح ويسكنها عالم الأحزان، لذا لا تكوني من سكان هذا العالم، وحافظي على قلب ومشاعرك.
العلاقات ليست بكثرتها ولكن بصدقها، لذا اعتزلي كل العلاقات المزيفة.

والآن كيف تعتزلين ما يؤذيكِ؟
اعتزال ما يؤذيك يؤخذ أشكال عديدة، فقد يكون اعتزال ما يؤذيك من خلال ما يلي:
أولاً : الإنسحاب من علاقتك بمن يؤذيكِ وبعد تأكدك من أنه مصدر لأذيتك واصابتك بالهم والحزن.
ثانياً : التجاهل لكل الأفعال والأقوال التي تلحقى الأذى بكِ.
ثالثاً : لا لإعطاء فرص ثانية لمن أساء إليك واستمر في أذيتك أمداً طويلا، لأن نفسك هي الأحق بالفرصة الثانية لتحيا حياة صحية بعيدة عن المؤذيين، حياة يوجد فيها من يحبك بصدق وبعفوية، حياة تشعرين فيها بالسكينة والطمأنينة والأمان.
 
رابعاً : تجنب النظر إلى الخلف لأنه لا يجلب إلا الضياع واستمرار الخسارة، ويعطلك عن الحياة التي تستحقينها.
 
خامساً : لا لتذكرالذكريات السلبية مع الأشخاص المؤذيين.
 
سادساً : اعرفي قيمة نفسك غاليتي وأنك تستحقين الحبيب الأفضل والزوج الأفضل والصديق الأفضل والأقارب الأفضل.
 
ماذا بعد اعتزال ما يؤذيكِ؟
بعد اعتزال ما يؤذيكِ التزمي بتطبيق ما يلي:
احتفلي مع أحبائك بخروج المزيفين الذين سببوا لك الأذى من حياتك.
انعمي بسلامك النفس وحافظي عليه، لأنه يحرك طاقاتك الإيجابية التي تملأ حياتك راحة وطمأنينة وأمان.
حافظي على راحة قلبك بالتواصل اللطيف مع كل أحبابك لأنهم يستحقونك ويستحقون حبك.
استمري في تحقيق أهداف، الآن لا مكان للمؤذيين في حياتك.
احذري الشعور بالذنب من انسحابك من كل العلاقات المؤذية لأنه لو كانت خيراً لكٍ لاستمرت.
بعد اعتزال ما يؤذيكِ، احذري أن تكوني سبباً في أذية نفسك، وتخيري لها دائماً ما يرعاها ويحميها.
وأخيراً، اعتزلي ما يؤذيكِ غاليتي، وابقي علاقتك مستمرة وجيدة مع كل من يحافظ على مشاعرك ويراعيها، وكل من يحبك بصدق ويخشى على قلبك من الألم والحزن، ولا يؤذيك فقط.
 
والآن عزيزتي حواء يسعدنا أن تشاركينا الرأي، وأن تخبرينا عن تجربتك في اعتزال ما يؤذيك.